أطلقت دار الأوبرا المصرية، الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بحفل كبير أقيم على مسرح النافورة المكشوف في القاهرة، أحيت فقراته المطربة آمال ماهر وسط حضور جماهيري لافت وشخصيات فنية وثقافية بارزة.
استهلت آمال ماهر الحفل بأغنية (ألف ليلة وليلة) للراحلة أم كلثوم من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، ثم قدمت مجموعة من أغنياتها الخاصة التي تفاعل معها الجمهور بينها “نسيت اسمي” و”عقدة حياته” و”اللي قادرة”، بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو تامر فيضي.
واختارت اللجنة العليا للمهرجان أم كلثوم “شخصية الدورة” الثالثة والثلاثين، في احتفاء يواكب مرور خمسين عاماً على رحيل كوكب الشرق، حيث تضمن الحفل عرضاً وثائقياً عن مسيرتها الفنية ومقتطفات من تسجيلاتها النادرة.
وقال رئيس دار الأوبرا المصرية علاء عبدالسلام في كلمته الافتتاحية إن المهرجان هذا العام “يأتي تأكيداً لدور الموسيقى العربية في الحفاظ على الهوية الثقافية وتطوير الذائقة الفنية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة”.
يشمل برنامج المهرجان الممتد حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول 41 حفلاً غنائياً وموسيقياً في مدن القاهرة والإسكندرية ودمنهور بمشاركة 83 فناناً و21 فرقة موسيقية، من بينهم مجموعة من أبرز الأسماء في الساحة العربية مثل هاني شاكر ومحمد الحلو ومحمد ثروت ومدحت صالح وعلي الحجار وريهام عبد الحكيم ومي فاروق ومروة ناجي، فيما يختتم الفنان التونسي صابر الرباعي فعاليات المهرجان بحفل ختامي على مسرح الأوبرا الكبير.
وكرم المهرجان في افتتاحه عدداً من رموز الفن والموسيقى، من بينهم عازف الكولة إبراهيم فتحي والشاعر وائل هلال والمايسترو حسن فكري والملحن خالد عز، كما كرم اسم الشاعر السوداني الراحل الهادي آدم والمطربة المغربية الراحلة نعيمة سميح إلى جانب شخصيات فنية أخرى ساهمت في إثراء المشهد الموسيقي العربي.
وقالت آمال ماهر في كلمة مقتضبة عقب تسلمها درع التكريم من رئيس المهرجان إنها تشعر “بفخر كبير لافتتاح هذا الحدث الذي يمثل ذاكرة الموسيقى العربية وواجهة الفن المصري أمام العالم العربي”.
وبالتزامن مع افتتاح المهرجان في القاهرة، أحيا المطرب المغربي فؤاد زبادي حفلاً فنياً في الإسكندرية على مسرح سيد درويش بمصاحبة فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي بقيادة المايسترو هشام نبوي، في إشارة إلى الامتداد الجغرافي للمهرجان عبر أكثر من مدينة.
وفي موازاة العروض الفنية، انطلقت أعمال مؤتمر الموسيقى العربية الذي يناقش هذا العام محور (الموسيقى العربية في ظل التحول الرقمي) بمشاركة أكثر من 40 باحثاً من نحو 15 دولة عربية وأجنبية، لمناقشة سبل توظيف التكنولوجيا في حفظ التراث الموسيقي العربي وتطوير الصناعة الفنية.
وتعقد اللجنة العليا للمؤتمر ندوة خاصة بعنوان (أم كلثوم صوت الماضي والحاضر والمستقبل) يوم 18 أكتوبر تشرين الأول بمشاركة الشاعر والسيناريست والمنتج مدحت العدل وعازف الإيقاع هاني زين وعدد من النقاد والباحثين.
كما يقام على هامش المهرجان معرض لفنون الخط العربي بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا في الفترة من 16 إلى 25 أكتوبر تشرين الأول، إلى جانب معرض آخر لشباب الخطاطين من 19 إلى 22 أكتوبر/تشرين الاول بقاعة زياد بكير في المكتبة الموسيقية.
ويعد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية أحد أقدم وأهم التظاهرات الموسيقية في المنطقة، إذ تأسس عام 1992 ويهدف إلى إبراز التنوع الفني في العالم العربي وإحياء التراث الموسيقي الكلاسيكي وتقديم الأصوات الجديدة في إطار يجمع بين الأصالة والتجديد.
