تستنكر الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات التصريحات الوقحة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، والتي كشفت مرة أخرى جوهر الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال، والمتورط تاريخياً في تكريس الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني، عبر محاولات مستمرة لشطب حقوقه الوطنية والتاريخية.
إن حديث رايس عن ضرورة أن “يقتنع الفلسطينيون بأن إسرائيل باقية وأن هذه الأرض لن تعود لهم” ليس إلا امتداداً لخطاب استعلائي استعماري هدفه كسر إرادة شعبنا، وتزوير الوعي الوطني الفلسطيني. لكننا نقول بوضوح: فلسطين أرض الفلسطينيين، وحقوق شعبها ليست قابلة للتقادم، والاحتلال مهما طال عمره فهو طارئ على هذه الأرض، أما شعبنا فهو الجذر الراسخ فيها.
إن دعوة رايس لتغيير المناهج الفلسطينية وطمس الخريطة الوطنية الفلسطينية تعكس جوهر المشروع الصهيوني ـ الأمريكي: محو الذاكرة الوطنية، وقتل الحلم الفلسطيني بالحرية والعودة. ونحن نؤكد أن مناهجنا الوطنية ليست خطاب كراهية، بل خطاب حق وعدالة، لأنها تروي الحقيقة كما هي: فلسطين أرض محتلة وشعبها يرزح تحت استعمار استيطاني، كما تؤكد الجبهة أن مقاومة الاحتلال بكافة أشكالها المشروعة ليست خياراً عابراً بل حق أصيل كفلته المواثيق الدولية. وإن محاولات الضغط السياسي والفكري على شعبنا لن تزرع إلا مزيداً من الإصرار على التمسك بحقوقه، ولن تفلح في إخضاعه أو تطويع وعيه.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن ما لم تستطع إسرائيل فرضه بالحرب والقتل والإبادة، لن يفرض بتصريحات سياسية ولا بإملاءات أمريكية. وستبقى فلسطين في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي والدولي، وستبقى خريطتها مطبوعة في القلوب قبل الكتب، لأن من يزرع الوعي بالحق لا يخاف من الزمن