عروبة الإخباري –
على مدار ثلاثة عقود، خطّت الشريفة بدور بنت عبد الإله ربيعان بصمتها كإحدى أبرز الشخصيات العامة الأردنية الناشطة في مجالات متعددة تشمل الثقافة والفن، الاقتصاد، والعمل الاجتماعي والبيئي، وتجمع مسيرتها بين القيادة الثقافية والإدارية والاجتماعية، لتصبح رمزًا للقيادة النسائية الأردنية الملهمة، التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والفكر بالعمل المجتمعي والإنساني.
البدايات الثقافية: مهرجان شبيب الدولي للثقافة والفنون
تتولى الشريفة بدور منصب مديرة مهرجان شبيب الدولي للثقافة والفنون، أحد أبرز المهرجانات الأردنية التي تحتفي بالإبداع والفن، والذي يمتد على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
وقد تولت إدارة المهرجان شخصيًا وافتتحت دوراته المختلفة، بما في ذلك الدورة الحادية والثلاثين في أغسطس 2025، مؤكدًة على أن الثقافة والفن أدوات فاعلة لتعزيز الهوية الوطنية ودعم المواهب الشابة.
منذ انطلاق المهرجان عام 1995، حرصت الشريفة بدور على تطويره ليصبح منصة متكاملة تجمع الشعر والمسرح والفن التشكيلي والندوات الفكرية، مع برامج للأطفال واليافعين وفعاليات بيئية وخيرية، مما جعله نموذجًا متفردًا للعمل الثقافي الأهلي في الأردن والمنطقة.
الريادة الاقتصادية والمجتمعية
في يونيو 2025، تم تعيين الشريفة بدور رئيسة فرع الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال في الأردن، في ولاية مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد، مما يعكس الثقة الكبيرة بقدراتها القيادية على المستوى الاقتصادي والمجتمعي.
إضافة إلى ذلك، تتولى رئاسة جمعية رعاية الأطفال والأسرة الخيرية، التي تأسست عام 1997، وقد أسست أيضًا مركز العقول النيرة لتنمية الموارد البشرية، لتعزيز التعليم والتدريب وتنمية القدرات البشرية في الأردن.
الالتزام بالعمل التطوعي والخيري
لها حضور متميز في مجال العمل التطوعي والخيري، وتقديرًا لعطاءها وتميزها في هذا المجال، تم تعيينها رئيسة فخرية لنشميات أوروبا، لدعم المبادرات الخيرية والتطوعية على الصعيدين الأردني والأوروبي.
الاهتمامات البيئية والمجتمعية
إضافة إلى نشاطها الثقافي والخيري، تُولي الشريفة بدور اهتمامًا بالقضايا البيئية، حيث رعت المؤتمر البيئي الخامس الذي أقيم بالشراكة مع أمانة عمان الكبرى في أكتوبر 2025، مؤكدًة أن التنمية المستدامة والوعي البيئي جزء لا يتجزأ من مسؤوليات المجتمع المدني.
المرأة والثقافة: رؤية تتجسد في القيادة والمهرجان
من أبرز ما ميّز مسيرتها الثقافية هو تمكين المرأة والشباب. فقد فتحت أبواب مهرجان شبيب أمام المبدعات الأردنيات والعربيات في الشعر والمسرح والفنون البصرية والإدارة الثقافية، لتكون حاضنة للطاقات النسائية والإبداعية.
وتقول الشريفة بدور: “حين نحترم إبداع المرأة، نرتقي بالمجتمع كله، لأن الثقافة تبدأ من وعي الأم، وتكبر في عقل الابنة، وتزدهر في وجدان الوطن.”
البعد العربي والإنساني
لم يقتصر المهرجان على المحلي، بل انفتح على المحيط العربي والإقليمي، واستضاف شخصيات أدبية وفنية من فلسطين، العراق، مصر، سوريا، لبنان، والخليج العربي، مؤكدًا أن الثقافة العربية، رغم اختلاف لهجاتها، تجمعها روح واحدة.
كما شارك المهرجان في فعاليات تضامنية وإنسانية دعمت قضايا الأمة العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، من خلال أمسيات شعرية ومعارض رمزية وأعمال فنية مكرّسة للسلام والعدالة.
إشادات وتكريمات
حظيت الشريفة بدور بتكريمات عديدة من مؤسسات ثقافية أردنية وعربية تقديرًا لدورها الريادي في دعم الإبداع والعمل الإنساني. كما نالت جمعية شبيب للثقافة والفنون جوائز تقديرية من وزارة الثقافة الأردنية وأمانة عمّان لجهودها في تعزيز الثقافة الوطنية وتمكين الشباب.
إرث ثقافي ومستقبل مستدام
اليوم، وبعد مرور ثلاثين عامًا على انطلاق مهرجان شبيب، يواصل المشروع الثقافي مسيرته بروح متجددة، واضعًا نصب عينيه المستقبل الثقافي للأردن، من خلال دعم الشباب، والابتكار الثقافي، وتبني المبادرات الرقمية المعاصرة في الفنون والإعلام.
وتؤكد الشريفة بدور بنت عبد الإله: “ما بدأناه من أجل الأردن سنكمله لأجل أجيال قادمة تؤمن بأن الثقافة هي الطريق إلى التنمية والنهضة.”
تمثل مسيرة الشريفة بدور بنت عبد الإله ربيعان، نموذجًا متكاملاً للقيادة الأردنية الملهمة، التي تجمع بين الثقافة والفن، والاقتصاد والعمل الاجتماعي والبيئي، وتمكين المرأة والشباب، والمبادرات التطوعية والخيرية. وبقيادتها، تحوّل مهرجان شبيب إلى صرح ثقافي وطني راسخ، يجسد هوية الأردن الحضارية، ويؤكد أن الإبداع الأردني لا يعرف الحدود حين يجد من يحتضنه بإيمان ومحبة.
