تتزامن هذه الأيام مع الذكرى الـ57 لتأسيس الجبهة العربية الفلسطينية، ومرور 32 عامًا على تجديدها، وهي الجبهة التي تلتزم بالنهج القومي العربي، وتتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الإطار الوطني والممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
قد نختلف أحيانًا في بعض المواقف والتفاصيل، ولكننا لا نختلف على جوهر التمثيل الفلسطيني المتمثل في الإطار الوطني الجامع لكل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. الاختلاف أمر طبيعي في مسيرة حركات التحرر في العالم، لكن ما نرفضه تمامًا أن تؤدي الخلافات إلى الانقسام وتفكيك الجبهة الوطنية الفلسطينية.
للأسف، هناك شرائح من أبناء جلدتنا ساهمت في توسيع رقعة الانقسام من خلال الانجرار وراء الدعايات والفبركات التي تُبث عبر “الوحدة 8200” التابعة للاستخبارات الإسرائيلية. كما أن بعض الدول الإقليمية ووسائل الإعلام والفضائيات تسهم في تعميق الانقسام الفلسطيني بدلًا من دعمه وإنهائه.
وفي مناسبة انطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن استمرار تكريس الانقسام الفلسطيني لا يخدم سوى الاحتلال، ويُسهم في عرقلة تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا وعلى رأسها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري. علينا كفلسطينيين أن نعمل على تجنيد كل الطاقات الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي تشكّل منعطفًا مهمًا في مسيرتنا، خصوصًا بعد الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين، والذي بلغ حتى الآن 160 دولة.
لقد أثبت العدوان الإسرائيلي الوحشي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة أن “إسرائيل” كيان عنصري معزول عن العالم، مما يحمّلنا مسؤولية مضاعفة في حماية الإنجازات الوطنية التراكمية منذ تأسيس الكيان الصهيوني، ومرورًا بمسيرة النضال الفلسطيني وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ككيان معنوي جامع، وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وأمام هذه المرحلة التاريخية تقع علينا جميعًا مسؤولية توحيد الموقف الوطني الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي سياق انطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية، أقرّ الأمين العام للجبهة، اللواء سليم البرديني، إلغاء الاحتفالات بذكرى الانطلاقة هذا العام تضامنًا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة الذين يعانون من نتائج العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية، إضافة إلى سياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها العدو الصهيوني من خلال منع إدخال المساعدات الإنسانية.
وفي الوقت ذاته تستمر سلطات الاحتلال بمصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان، وتطلق العنان للمستوطنين في اعتداءاتهم اليومية في مدن وقرى الضفة الغربية ومخيماتها، إلى جانب الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وباحاته.
في هذا السياق نؤكد أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لم يعد مجرد شعار، بل هو استحقاق وطني ودولي سيتحقق. كما نؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي العنصري إلى زوال.
عاشت فلسطين
المجد والخلود للشهداء
والحرية لأسرانا البواسل.
