كالعادة… حين تتكلم باتريسيا سماحة، تصمت الشعارات، ويبدأ النقاش الحقيقي، هي إعلامية لا تعرف المساومة على الحقيقة، ولا تخشى الأسئلة التي تُربك الحسابات، و في زمنٍ تتبدّل فيه المواقف كما تتبدّل العناوين، تبقى باتريسيا المتألقة ثابتة على بوصلة المصداقية، تحاور بعمق، وتواجه بجرأة، وتفتح الهواء على مصراعيه لكل صوتٍ يملك ما يقوله.
الليلة، في حلقة استثنائية من “السياسة والناس”، مواجهة من العيار الثقيل مع النائب فراس حمدان… من وقف إطلاق النار إلى الاتهامات السياسية، من الجنوب إلى ساحة النجمة… هل ما جرى كان هدنة اضطرارية أم استسلاماً صامتاً؟ ومن يُمسك اليوم بمفاتيح القرار في لبنان: المقاومة أم الدولة؟
أسئلة نارية… وإجابات لن تمرّ مرور الكرام. مع باتريسيا سماحة، الإعلامية التي تجعل السياسة وجهاً لوجه مع الناس.
النائب حمدان، وفي مداخلة وُصفت بالأكثر حدة منذ اندلاع المواجهات، يتحدث عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة من الجنوب إلى البقاع، ويصف العدو بأنه “متوحش” وحكومته اليمينية المتطرفة بأنها “خارج حدود القانون الدولي”.
ويكشف حمدان عن مخطط إسرائيلي خطير، هدفه تحويل قرى الجنوب إلى “أرض محروقة” خالية من السكان، محذّراً من أن لبنان يواجه مشروع تهجير ممنهج لا يقل خطورة عن الحرب نفسها.
وفي الشأن الداخلي، يشنّ النائب هجوماً لاذعاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، متهماً إياه بـ”التعسف في استخدام صلاحياته” وتعطيل تعديل قانون الانتخاب، مؤكداً أن استمرار المماطلة قد يؤدي إلى تطيير الانتخابات المقبلة.
حلقة نارية من “السياسة والناس” مع باتريسيا سماحة، تضع النقاط على الحروف، وتطرح الأسئلة التي يخشاها الجميع:
إلى أين يتجه لبنان بعد الحرب؟ وهل ما زال السلاح يحمي الدولة أم يثقلها؟
