بحثا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية العربية السورية د. سمير الرفاعي، اليوم الاربعاء، مع نائبة مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في سوريا جينفر أوستين، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية، وسبل تعزيز الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، والتحديات التشغيلية والخدماتية التي تواجه الاونروا مع تفاقم ازمتها المالية علاوة على خطط الاونروا للاستقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا الى لبنان والراغبين بالعودة الى سوريا طوعا.
ويحث اللقاء الذي عقد في مقر الأونروا بالعاصمة السورية دمشق، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين، تحسين جودة الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية في المخيمات الفلسطينية، وضمان استمراريتها رغم محدودية الموارد المالية، والعمل على زيادتها دون اللجوء الى تقليصات تؤثر على جودة خدماتها، بما في ذلك مشكلة اكتظاظ مدارسها في مخيم اليرموك.
وأشاد د. أبو هولي بطواقم الاونروا العاملة في سوريا، وحرصها على الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين بالرغم من التحديات التي تواجهها مع تفاقم ازمتها المالية ، مؤكداً بأن استمرار عملها في ظل الظروف الصعبة يعكس التزامها الإنساني والأممي تجاه اللاجئين الفلسطينيين الى حين عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقا لما ورد في القرار 194، وهي رسالة تأكيد بان دور الاونروا لا يمكن الاستغناء عنه او استبداله.
واكد د. أبو هولي بان منظمة التحرير الفلسطينية تتابع ن كثب أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا الى لبنان، وهي على تواصل دائم ومستمر مع الاونروا في لبنان لتقديم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة بشكل مستمر دون تأخير، لافتاً الى ان عودة النازحين الفلسطينيين من لبنان الى سوريا بالخيار الطوعي هو أفضل الخيارات لحفظ كرامة اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب الاونروا بإيجاد حلول عملية وسريعة لمشكلة الاكتظاظ في مدارس مخيم اليرموك من خلال اعادة بناء مدارس جديدة او اصلاح بعض المدارس المتضررة في المخيم، لافتا الى ان بعد عودة آلاف الاسر الى مخيم اليرموك زاد من أعباء مدرسة المجيدل/صرفند التي تعمل على فترتين والتي أعيد تأهيلها في أيلول 2024، والتي تستوعب ما يزيد عن 1600 طالب وطالبة، وهي المدرسة الوحيدة للأونروا في المخيم والتي باتت غير قادرة الى استيعاب طلبة جدد.
وطالب أبو هولي الأونروا العمل على اعادة تأهيل منشآتها في مخيمات درعا واليرموك وعين التل لدعم العائدين، وزيادة عدد المستفيدين من مشاريع دعم الإصلاح الذاتي للبيوت المتضررة مما يعزز فرص العودة المستدامة ويوفر بيئة آمنة للعائلات العائدة الى مخيم اليرموك ومخيمات درعا وعين التل وكما وحث الاونروا على استمرار العمل ببرنامج التمويل للمشاريع الصغيرة، والاستمرار في تقديم المعونة النقدية متعددة الأغراض لما مجموعه 426 ألف لاجئ من فلسطين .
من جانبه، أكد السفير الرفاعي بأن سفارة دولة فلسطين في دمشق تتابع عن قرب أوضاع اللاجئين بالتنسيق مع الأونروا، وتعمل على تعزيز التعاون بين الوكالة والجهات السورية الرسمية لتأمين احتياجات اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية، مشدداً على أن الحفاظ على دور الأونروا ضرورة سياسية وإنسانية في آن واحد.
ومن جهتها اكدت ” أوستين” بأن الاونروا تضع خطط وسيناريوهات محتملة لعودة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لسوريا لتقدم لهم كل الخدمات الممكنة، مشددة بأن العودة ستكون طوعية بالكامل، التزاماً بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر أي شكل من أشكال العودة القسرية.
وأوضحت بان الأونروا ستباشر قريباً أعمال ترميم مدرسة إضافية داخل مخيم اليرموك للمساهمة في تخفيف الضغط على المدارس العاملة وضمان بيئة تعليمية أفضل للطلاب.
وأكدت بان الاونروا ستواصل تقديم المساعدات النقدية والعينية للأهالي وتشجيعهم على العودة إلى منازلهم في مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى عبر دعم جهود الترميم، رغم التحديات التي تواجهها علاوة على ما تعانيه من نقص كبير في التمويل.
واكد المجتمعون على استمرار التنسيق المشترك بين دائرة شؤون اللاجئين والأونروا لحماية ولايتها بسحب التفويض الممنوح لها بالقرار 302 وتحسين جودة برامجها الخدمية والإنسانية، وتكثيف الجهود الرامية إلى تحسين واقع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وضمان عودتهم التدريجية إلى مخيماتهم.