عروبة الإخباري –
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتضيع البوصلة بين الشعارات والمصالح، يسطع اسم الدكتورة هدى نفاع كنموذجٍ مشرفٍ للنائب الذي نريده، والمرأة الأردنية التي نعتز بها، والسيدة التي جمعت بين الفكر النيّر، والضمير الحي، والرسالة الإنسانية الصادقة.
هي هدى نفاع… حين تتحدث، تشعر أن الوطن هو من ينطق على لسانها، وحين تتحرك، ترى في خطواتها ملامح الأردن الأصيل: ثباتٌ في الموقف، ونقاءٌ في النية، وسموٌّ في الغاية. هي النائب الذي يشرّف المنصب ولا يتكئ عليه، ويجعل من خدمته للناس نهجًا لا شعارًا.
منذ بداياتها، آمنت نفاع أن العمل العام لا يكون شرفًا إلا حين يُبنى على الصدق، وأن الكلمة لا تُسمع إلا إذا خرجت من قلبٍ صادقٍ ينبض بالوطن. فكانت مثالًا للنائب الذي يمثّل الناس حقًّا، لا ليرفع صوته فوقهم، بل ليحمل صوتهم إلى حيث يجب أن يُسمع.
في اليوم الوردي، جسدت نفاع أسمى معاني الوعي والمسؤولية، حين خاطبت السيدات الأردنيات بصدق الأم والأخت والطبيبة، قائلة إن “الكشف المبكر يصنع الفارق”، مؤكدةً أن الوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول عن الحياة. لم تكن كلماتها مجرد خطاب، بل كانت نبضًا إنسانيًا يحمل الأمل والطمأنينة لكل امرأة تواجه التحدي بشجاعة.
وفي لفتة وفاءٍ عميقة، لم تنسَ نفاع أن تُشيد بـ المكرمة الملكية السامية لعلاج أطفال غزة المصابين بالسرطان في الأردن، معتبرة أن جلالة الملك عبد الله الثاني يجسد أسمى معاني الرحمة والإنسانية، وأن الأردن، كما عهدناه، يمدّ يده للعالم بالمحبة قبل السياسة، وبالرحمة قبل المصالح.
وفي المحافل الدولية، ارتفع صوتها عاليًا وشريفًا، وهي تُمثل الأردن في الاتحاد البرلماني الدولي في طشقند، و لم تتحدث كسياسية تبحث عن مجدٍ شخصي، بل كأردنيةٍ مؤمنةٍ بعدالة الحق الفلسطيني، وكإنسانةٍ ترفض أن يُقتل الأبرياء بصمت العالم.
قالتها بوضوحٍ وشجاعةٍ نابعة من ضمير الأمة: “بدلاً من معاقبة الجاني، يُلقى اللوم على الضحية… فهل أكثر من هذا ظلمًا؟”
كانت كلمتها في طشقند رسالة الأردن للعالم — رسالة ملكٍ وشعبٍ يرفض الظلم ويدافع عن الحق، ويؤمن أن الإنسانية لا تُقاس بالجغرافيا، وأن المواقف النبيلة هي التي تكتب التاريخ.
وهي في حديثها عن الوصاية الهاشمية على المقدسات، وقفت نفاع بفخر لتذكّر العالم أن الأردن لم يتخلَّ يومًا عن واجبه تجاه القدس وأهلها، وأنه وقف بصلابة أمام كل محاولات التهجير والتقسيم، فبقي الصوت الأردني صوتَ التوازن والعقل والكرامة.
وفي حديثها عن الإصلاح الوطني وتمكين المرأة، فقدمت نفاع نفسها نموذجًا حيًّا للإنجاز، حين قالت: “أنا اليوم امرأة أترأس الوفد البرلماني لبلادي، وانتُخبت بالتنافس ضمن القوائم الحزبية، وهذا يعكس وعي الدولة الأردنية وثقتها بقدرات المرأة.”
هي بحق نموذج المرأة النشمية الأردنية: المثقفة، الواعية، الجريئة، التي تجمع بين قوة الموقف ورقة القلب، بين الفكر والضمير، بين الوطنية الصادقة والإنسانية العميقة.
هي التي رفعت اسم الأردن عاليًا حيثما ذُكرت، وحملت رسالته بصدقٍ في كل محفلٍ ومحطة.
إن الدكتورة هدى نفاع، هي صورة مشرقة للقيادة النسائية الأردنية التي تؤمن أن خدمة الإنسان هي جوهر العمل العام، وأن الانتماء ليس شعارًا يُرفع، بل سلوكٌ يُمارس وموقفٌ يُترجم.
وفي حضورها، يلمس المرء تواضع العالمات وثقة القادة، وفي حديثها ترى صدق الانتماء لثرى الأردن الطيب، وفي مواقفها تقرأ ملامح مدرسة الهاشميين في العدل والإنسانية.
لذلك نقولها بثقة: هدى نفاع… هي النائب الذي نريده، والنموذج الذي نفتخر به، والوجه الذي يليق بالأردن أمام العالم.
