لماذا “اليمن” عصي على الإخضاع رغم ضعفه؟* د. دانييلا القرعان

شيئ محير في العناد الموجود في هذا الشعب، ونحن هنا لا نتحدث سياسة بل علم نفس، هل هي الجغرافيا الوعرة من حيث الجبال والأودية التي منحتهم ميزة دفاع طبيعية؟ أم هي البنية القبلية من حيث القبائل المستقلة والقوية مما يصعّب أي سيطرة مركزية عليها؟ أم هي تجربتهم التاريخية حيث تاريخهم الطويل في مقاومة الغزاة مثل الأحباش والفرس والعثمانيين والانجليز؟ أم هي الهوية الحضارية، وعظمة شعورهم بإلاعتزاز والاستقلال النابع من حضارة ضاربة في القدم؟ أم هو الموقع الاستراتيجي المميز من حيث باب المندب والملاحة الذيّن جعلا من أرض اليمن فعلاً ساحة صراع إقليمي ودولي دائم؟.
الشعب اليمني ليس عنيداً ولا مكابراً، فمنذ أن كانت “سبأ وحِمير ومعين” ظل اليمني يرفع هامته عاليًا، ولا يرضى بالغزو ولا يقبل بالإخضاع، فاليمن إذن ليست عصية عبثًا كما يصورنه لنا بل هو الجبل الذي لا ينكسر، لهذا أرضه لم تُخضع، وشعبه تعلّم عبر القرون أن حريته ثمنها غالٍ بل وأثمن ما يملك.
أما الشيء الذي يقهرنا فهو أنه ما دام أن معظمنا كشعوب ترجع أصولنا الى اليمن فلماذا للأسف لم نكتسب من أصولنا هذه صفات مثل صفات هذا الشعب؟.