تشرفت بالأمس ، مع نخبةٍ من أبناء محافظة إربد الرياديين، وممثِّلًا عن مبادرة “ملهمون للعمل الشبابي”، بلقاءٍ ثقافيٍّ مميّز جمعنا بمعالي الدكتور صبري ربيحات، جاء على هامش توقيع كتابه الصادر حديثًا بعنوان “وكأنني ما زلت هناك”.
ما ميّز هذا اللقاء أنه لم يكن مجرّد لقاءٍ ثقافيٍّ عابر، بل لقاءٌ يحمل في طيّاته رسالةً عميقةً عن استمرارية الفكر والعطاء، وامتداد الأثر الإيجابي عبر الزمن؛ فهو لقاءٌ ممتدٌّ للقاءٍ سابقٍ عقده معالي الدكتور صبري عام 2009، حين كان يشغل منصب وزير الثقافة آنذاك، مع مجموعةٍ من أبناء مدارس محافظة إربد الذين لم تتجاوز أعمارهم آنذاك ثلاثة عشر عامًا، وكان هدفه تحفيزهم وتشجيعهم على القراءة والثقافة، وغرس حبّ المعرفة في نفوسهم.
واليوم، وبعد مضيّ ستة عشر عامًا، يعود الدكتور صبري ليجلس مع ذات الوجوه التي كانت صغيرةً تحمل الأحلام، وهؤلاء الصبية وقد أصبحوا اليوم شبابًا طموحين ورياديين، يحملون في قلوبهم حبًّا للوطن، وإيمانًا بالعمل، وحرصًا على أن يكونوا لبناتٍ فاعلةً في بناء المستقبل المشرق.
إن هذا اللقاء الإنساني العميق يعكس معنى الاستمرارية في الرسالة الوطنية، ويؤكد أن العمل العام لا ينتهي بمغادرة المنصب، ولا تحدّه المواقع الرسمية، بل هو إيمانٌ راسخٌ بأن خدمة الوطن مسؤوليةٌ مستمرةٌ لا يوقفها زمانٌ ولا مكان.
لقد كان حوار الدكتور صبري ربيحات ثريًّا بالمعاني، حافلًا بالتجارب، مليئًا بالتحفيز والتشجيع والإلهام، إذ تحدّث عن الوطن والمواطنة، وعن أهمية الفكر والثقافة في بناء الإنسان قبل بناء المكان، تحدّث بلغةٍ قريبةٍ من القلب، فكان صوته امتدادًا لصوت الأردن النابض بالحياة والمعرفة والعطاء.
كان هذا اللقاء محطةَ وعيٍ واعتزازٍ ووفاء، تربط الماضي بالحاضر، وتؤكد أن الأردن كان وسيبقى وطنًا يحتضن أبناءه، ويمنحهم الفرص ليبدعوا ويساهموا في نهضته.
ومن خلال هذه الجلسة الثرية، تجلّت قيم الولاء والانتماء، وتجسّد معنى الريادة الشبابية التي تسعى مبادرة “ملهمون للعمل الشبابي” إلى ترسيخها في نفوس الشباب الأردني، إيمانًا منهم بأن حبّ الوطن يُترجم بالفعل والإبداع والمبادرة، لا بالشعارات فقط، فجلالة الملك يريد شبابًا في الميدان.
سيبقى الأردن وطنًا شامخًا بقيادته الهاشمية الحكيمة، التي غرست فينا الإيمان بأن الإنسان هو ثروة الوطن الحقيقية، وأن الإنسان أغلى ما نملك، وأن الشباب هم طاقة المستقبل وبناة الغد.
سنبقى نعمل ونحلم ونبادر، حاملين في قلوبنا حبَّ الأردن وولاءنا لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ودعم سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للشباب الذي يحفزنا دائما، ومؤمنين بأن العطاء للوطن هو طريق المجد، وأن الراية ستبقى مرفوعةً ما دام فينا نفسٌ ينبض بحبّ هذا التراب الطاهر، وأن نكون نحن جميعًا يدًا واحدة، نعمل معًا من أجل الأردن العظيم.
