في زاوية مختلفة من العمل الخيري، حيث لا تُوزع المعونات الغذائية ولا تُمنح المساعدات النقدية، يعمل « بنك الدواء الخيري الأردني « بهدوء، حاملاً رسالة إنسانية عميقة عنوانها : « لا يُحرم أحد من العلاج بسبب الفقر «.
منذ انطلاقه رسمياً عام 2023م، أثبت بنك الدواء الخيري أن العمل الإنساني لا يقتصر على سد رمق الجوع فقط، بل يمتد إلى حماية الإنسان من ألم المرض وعجز الدواء؛ إذ يقوم بنك الدواء بالتواصل مع شركات ومستودعات الأدوية والصيدليات وجمع التبرعات الدوائية ضمن الأسس والقوانين المعمول بها، وتوزيعها بشكل مجاني على المرضى المحتاجين في مختلف أنحاء الأردن من خلال الأيام الطبية المجانية.
ويأتي عمل بنك الدواء الخيري ضمن نظام دقيق يشرف عليه صيادلة وأطباء وقانونيون ومتطوعون مؤهلون، حيث تُخضع جميع الأدوية للفحص الصارم قبل إستلامها ومن ثم توزيعها خلال الأيام الطبية، ويتم صرفها فقط بعد التأكد من وجود وصفة طبية، وبطبيعة الحال لا تقام الأيام الطبية إلا بعد أخذ الموافقات اللازمة من قبل الجهات المعنية.
وعلى شق آخر، هناك عمل هام يقوم به بنك الدواء من خلال نشر الثقافة الصحية الدوائية السليمة بين مختلف شرائح المجتمع الأردني، فالإستخدام الآمن للدواء والتخزين السليم للأدوية في البيوت، وعدم أخذ الدواء إلا بناءاً على وصفة طبية معتمدة واستشارة الطبيب، والتوعية ضد الأدوية المصنفة ضمن الأدوية المخدرة، هي من الجوانب التي يعمل بنك الدواء بنشر الوعي بها.
أمين عام هيئة أبناء المملكة ورئيس مجلس إدارة بنك الدواء الخيري أشرف الكيلاني، قال إن بنك الدواء هو أحد مشاريع الهيئة التي أطلقها بالشراكة مع الجهات المعنية تلبيةً لإرادة جلالة الملك عبد الله الثاني المُعظم حفظه الله ورعاه، باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن توفر الأدوية لكافة المواطنين من مُختلف الشرائح بشكل يتناسب مع وضعهم الاقتصادي، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الضعيفة والمُحتاجة.
وأضاف الكيلاني أن تطبيق فكرة إنشاء بنك الدواء الخيري في الأردن على غرار بنوك الأدوية الخيرية المنتشرة في عدد كبير من دول العالم، جاءت تطبيقاّ عملياً لما قد تم تعلمهُ من خلال برنامج الزيارات الذي تم تنفيذه مع المبادرات الملكية، حيث رافق خلاله أعضاء من هيئة أبناء المملكة معالي رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي خلال افتتاحه وتفقده مشاريع وبرامج مبادرات ملكية في مختلف مناطق المملكة.
وأشار الكيلاني إلى أن بنك الدواء أصبح قصة نجاح يتحدث عنها الجميع، جراء الأثر الإيجابي الذي أحدثه في المجتمع من خلال تنفيذه العشرات من الأيام الطبية المجانية في مناطق فقيرة ونائية في مختلف محافظات المملكة، ورغم كافة التحديات التي يواجهها إلا أنه يواصل مسيرته بإصرار، مدعوماً بمتطوعين مؤمنين برسالته الإنسانية، وبشراكات مع جهات رسمية وخاصة.
وفي الختام، يُثبت بنك الدواء الخيري الأردني من خلال شعاره الذي أطلقه « معاً لمكافحة المرض « أن الحلول العظيمة قد تبدأ بأفكار بسيطة، وأنّ الرحمة لا تحتاج ميزانيات ضخمة، بل قلوباً مؤمنة بالخير، وفي وطن يقوده الهاشميون اعتاد على الوقوف إلى جانب أبنائه، يبقى بنك الدواء شاهداً حياً على الواقع الإنساني والتكافل الاجتماعي في الأردن، مؤكدا على أن الصحة والدواء حق، والعطاء أسلوب حياة.
بنك الدواء الخيري الأردني : مبادرة تصنع الفرق في حياة المرضى المحتاجين
6
المقالة السابقة
