عروبة الإخباري – طلال السُكرّ العدوان –
في مساء عمّان البهيّ، حيث تختلط رائحة الورق بعطر التاريخ، وتتناثر الكلمات على صفحات الزمان كأنها لآلئ من نور، احتفى القلم بالعلم، والكتاب بسيرة العظماء، في حدثٍ ثقافي استثنائي أضاء جناح دار الثقافة العربية الإسلامية للنشر والتوزيع بمعرض مكة مول.
هناك، في قلب العاصمة، تجمّع العشاق والباحثون، ليشهدوا ولادة كتاب “الدر الفريد في سيرة إمامنا الشافعي الرشيد” لمؤلفه فضيلة الشيخ الدكتور وليد السمامعة، صاحب السمعة العلمية العطرة والمكانة المرموقة في أوساط الفكر الإسلامي والثقافة العربية. لم يكن هذا الحفل مجرد توقيع، بل كان احتفاءً بالتراث، وموعدًا مع التاريخ، ومشهدًا ينبض بحبّ المعرفة والوفاء لأئمة الفكر الإسلامي.
الحضور الحاشد: رسالة دالة
تحوّل جناح الدار إلى ملتقى ثقافي نابض بالحياة، حيث اصطفّ الجمهور لساعات طويلة من أجل اقتناء نسخة موقّعة من الكتاب. هذا الإقبال المكثف ليس مجرد تعبير عن حب الكتاب، بل يحمل دلالات عميقة:
ارتباط الأمة بميراثها الفكري وحرصها على استعادة سير أعلامها.
تقدير واسع لشخصية الدكتور السمامعة العلمية وسمعته العطرة التي تضفي ثقة على كل إصدار يحمل توقيعه.
تأكيد على مكانة الإمام الشافعي في الوجدان العربي والإسلامي، ورغبة القارئ في فهم أعماق فكره وتجربته العلمية.
الحضور الحاشد يعكس أيضًا أن الثقافة المرتبطة بالتراث العميق ليست مجرد اهتمام نظري، بل ظاهرة مجتمعية حية، حيث يسعى الجمهور إلى المشاركة المباشرة، وعيش تجربة معرفية تتجاوز مجرد القراءة إلى التفاعل مع المؤلف وصدى أفكاره.
قيمة معرفية وبحثية
الكتاب يقدّم رؤية تحليلية موثّقة لحياة الإمام الشافعي، ويستعرض شخصيته العلمية وفلسفته في الاجتهاد، مع التركيز على أثره الدائم في أصول الفقه الإسلامي.
وقد أشاد الحاضرون بالجهد البحثي الكبير للدكتور السمامعة، مؤكدين أن سمعة المؤلف العلمية العطرة جعلت من كتابه مرجعًا موثوقًا يدمج بين عمق المعلومة وسلاسة العرض، ويحول القراءة إلى تجربة معرفية ممتعة.
الثقافة كخيار وطني
توجّهت دار الثقافة العربية الإسلامية للنشر والتوزيع بالشكر والتقدير للقيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على دعمهم المتواصل للثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية. هذا الدعم الرسمي يعكس أهمية الرعاية المؤسسية في تعزيز ثقافة القراءة والبحث، وبناء جيل واعٍ يقدّر تراثه ومكانة أعلامه.
احتفاء بالماضي واستشراف للمستقبل
أعرب الدكتور وليد السمامعة عن امتنانه للحضور النوعي، مؤكدًا أن هذا التفاعل الجماهيري شهادة على مكانة الإمام الشافعي في قلوب المسلمين، وعلى احترام المجتمع العربي للعلماء المخلصين لرسالته. إن النجاح الباهر لهذا الإصدار يعكس قدرة الثقافة المرتبطة بالتراث على جذب جمهور واسع، ويؤكد أن الكتاب الجاد، حين يختاره مؤلف ذو سمعة متميزة وعطرة، يترك أثرًا دائمًا في تشكيل الوعي الثقافي والمعرفي للأمة.
بهذا، لم يكن توقيع “الدر الفريد” مجرد حدث عابر، بل محطة ثقافية تحمل رسالة مزدوجة: احتفاء بالماضي واستشراف للمستقبل، وتأكيدًا على أن الثقافة والمعرفة، حين تُصاغ بأمانة ودقة، تحظى بالحب والتقدير من الجمهور.

