عروبة الإخباري –
في حلقة جريئة ومكاشفة نادرة من برنامج “السياسة والناس”، كانت الإعلامية باتريسيا سماحة وأسئلتها الحادة مع مواجهة جريئة مع الدكتور كارلوس نفاع، خبير إدارة الأزمات، حول واقع الدولة اللبنانية في مواجهة التحديات الإقليمية والداخلية.
الحوار جاء ساخنًا وصادمًا، كاشفًا تقصيراً فادحًا في جهوزية لبنان لأي أزمة مقبلة، من الصراع الإقليمي إلى احتمال تسرّب إشعاعي يهدّد حياة الملايين.
“لبنان بلا إدارة أزمات… نعيش بردّات فعل فقط”
منذ اللحظة الأولى، لم يتردّد د. نفاع في رسم صورة قاتمة: “لا نملك إدارة أزمات فعلية في لبنان. فلسفتنا تقوم على ترك الأمور تتفاقم ثم التصرف بعد وقوع الكارثة”.
وأشار إلى أن الأزمات لا تأتي فجأة، بل تسبقها إشارات واضحة يمكن استشرافها وتحضير الدولة لمواجهتها، لولا غياب المؤسسات الفاعلة والإرادة السياسية.
الخطر النووي… أقرب إلينا مما نعتقد
في ظل التصعيد الإقليمي الأخير، حذّر نفاع من السيناريو الأخطر: التسرّب الإشعاعي النووي في حال قُصف مفاعل ديمونا أو بوشهر، وقال: “المسافة قصيرة جدًا، وقد يصل التلوث إلى لبنان خلال ساعات… ومع ذلك، لم نرَ أي تحرّك حكومي أو استيراد لحبوب اليود الواقية”.
وعن دور الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، تساءل نفاع بمرارة: “أين هي الوكالة اللبنانية للطاقة الذرية؟ هل تعرف الحكومة أنها تفتقد لأبسط مقوّمات العمل؟”
رواتب بخسة مقابل مهمة بحجم الوطن
وأوضح نفاع أن الموظفين المسؤولين عن حماية اللبنانيين من الإشعاع يتقاضون رواتب لا تتعدى 200 دولار، قائلاً: “لا يمكن أن نطلب من موظف يتقاضى هذا المبلغ أن يحمي أطفالنا من التلوث الإشعاعي! هذه فضيحة وطنية”.
وأكد أن الهيئة تؤدي دورها في مراقبة المواد المشعة في المستشفيات والمرافئ، لكن عدد الموظفين ضئيل جدًا، والموارد المالية شبه معدومة.
دعوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
و توجّه نفاع بنداء واضح إلى الحكومة: “عزّزوا الهيئة الوطنية للطاقة الذرية قبل أن تقع الكارثة. لا نريد مؤتمرات وتصاريح، نريد فعلًا حقيقيًا… المصيبة لا تُرى عندنا إلا بعد وقوعها”.