عروبة الإخباري –
في زمن تتسارع فيه التغيرات وتتعالى فيه التحديات، يظل العمل الحقوقي هو الضمانة الأخيرة لصوت الإنسان وكرامته، ولا شك أنني اخترت هذا الطريق لا طمعًا في مكانة ولا سعيًا وراء شهرة، بل إيمانًا عميقًا بأن العدالة ليست شعارًا يُرفع، بل فعل يُمارَس، وقضية تُدافَع عنها، و منذ خطواتي الأولى في دراسة القانون، كنتُ أرى في كل مادة حقًا ينبغي أن يُحمى، وفي كل نص مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع والإنسان. واليوم، ومع اقترابي من نهاية دراستي، يتعاظم في داخلي طموح لا تحدّه حدود، للعمل بإخلاص في ميدان الحقوق، والدفاع عن المظلوم، وإعلاء قيم العدالة والكرامة والحرية.
منذ أن وطأت قدماي قاعة المحاضرات في كلية الحقوق، كنتُ أدرك أنني لا أدرس مهنةً فحسب، بل أستعد لحمل أمانة عظيمة ورسالة نبيلة، وكنتُ دائمًا أؤمن أن القانون ليس مجرد نصوص جامدة، بل روح حيّة تنبض بالعدل، وتُنصف الضعيف، وتُقيم الميزان. وعلى هذا الأساس، رسمتُ لنفسي طريقًا لا تحدّه سقوف، ولا تُوقفه عوائق.
طموحي بلا حدود، ليس لأنه حلم بعيد، بل لأنه إيمان راسخ بأن الاجتهاد والإصرار يصنعان الطريق حتى في عتمة التحديات. ومنذ أيامي الأولى في مقاعد الدراسة، كنتُ أحرص على أن أكون مميزًا لا في تحصيلي العلمي فقط، بل في فهمي العميق لرسالة القانون، وموقفي من القضايا، وقدرتي على الدفاع عما أراه حقًا وعدلًا.
لقد كنتُ، وما زلت، أطمح لأن أكون من أولئك الذين يُعيدون للقانون روحه، ويستخدمونه في كشف الحقيقة، لا طمسها، وفي الدفاع عن المظلوم، لا الانتصار للقوي. أؤمن أن صوت العدالة لا يجب أن يعلو فقط في أروقة المحاكم، بل في كل مكان تُنتهك فيه الحقوق ويُساء فيه استخدام السلطة.
ومع اقتراب تخرّجي، لا أنظر إلى هذه اللحظة كنهاية مرحلة، بل كبداية حقيقية لطريقٍ طويل أُكرّس فيه علمي وضميري لخدمة الحق. أسعى لأن أُكمل مسيرتي في التميّز، كما كنتُ طوال سنوات دراستي، وألا أتنازل عن حلمي بأن أكون مثالًا للمحامي أو القانوني النزيه، القويّ بالحجة، الأمين في القضية.
رسالتي واضحة: أن أُسهم في بناء مجتمع يُحترم فيه القانون، وتُصان فيه الحقوق، ويعلو فيه صوت العدالة على كل صوت.