عروبة الإخباري –
نحن،ثلة من أبناء عشائر إربد الأصيلة، نرفع صوتنا بغضبٍ عارم واستنكارٍ لا هوادة فيه إزاء القرار الظالم الصادر عن بلدية إربد الكبرى بإزالة اسم ميدان فضل الدلقموني، رمزنا الوطني الشامخ، واستبداله باسم “ميدان الحرمين”.
ورغم احترامنا العميق لما يمثله الاسم الجديد من قدسية ومكانة، فإن هذا القرار يشكل اعتداءً صارخاً على تاريخنا، وطعنةً غادرة في قلب هويتنا المحلية، وإهانةً لتراث مدينتنا العريقة وإرث رجالاتها الأوفياء.
فضل الد لقموني، ابن إربد البار، كان صرحاً وطنياً عظيماً، وقامةً وطنية راسخةً ساهمت إلى جانب نخبة من رفاقه من أبناء إربد الأبطال، أمثال المرحوم دولة وصفي التل و الدكتور حسن خريس نقيب الأطباء العرب، والدكتور أحمد العناد خريس، والفقيه الأستاذ نجيب العقلة، والأستاذ شفيق إرشيدات نقيب و أمين عام المحامين العرب، والفقيه عبد الكريم خريس، والمحامي إبراهيم الشرايري، و الدكتور علي عبندة والمرحوم نعيم التل و الدكتور محمد مصطفى حجازي، وسامح حجازي، و محمد السمرين و رشيد ابو سالم وعلي خلقي الشرايري، راجي الصالح الحتاملة و محمد توفيق الحتاملة و جميل السكران و الشاعر مصطفى السكران وغيرهم الكثير من قامات إربد الوطنية التي لا يتسع المقام لذكرها.
هؤلاء الرواد كانوا أعمدةً في بناء نهضة الأردن، ساهموا بتضحياتهم وجهودهم الجبارة في تعزيز الوحدة الوطنية ودفع مسيرة التنمية، تاركين بصماتٍ خالدة في تاريخ الوطن. إن محو اسم فضل الدلقموني اليوم ليس مجرد تغيير اسم ميدان، بل محاولةً لاغتيال ذاكرة شعبٍ وطمس إرث رجلٍ حمل هم الوطن بكل إخلاص وتفانٍ.
إننا، باسم عشائر إربد وأبنائها الأحرار، نرفض هذا القرار رفضاً قاطعاً، ونعتبره عدواناً على هويتنا الوطنية وتراثنا المجيد. ندعو بلدية إربد الكبرى إلى التراجع الفوري عن هذا القرار غير المفهوم، والعودة إلى صوت الحكمة والوفاء، باستعادة اسم ميدان فضل الدلقموني، الذي يجسد قيم العزة والكرامة والانتماء.
إن تاريخ إربد ليس سلعةً تُباع أو تُشترى، ولا تراثاً يُمحى بجرة قلم! إنه ذاكرة حية، وهوية راسخة تحمل إرث أجيالٍ من الأبطال. نطالب الجهات المسؤولة بإعادة الاعتبار لرموزنا الوطنية، والتوقف عن سياسة تهميش تاريخنا المحلي الذي نفخر به.
اسم فضل ليس مجرد حروف، بل رمزا للفخر والانتماء يستحق أن يظل خالداً في ذاكرة إربد وأهلها.
ختاماً، نقول بصوتٍ موحد: ميدان فضل الدلقموني جزء لا يتجزأ من هويتنا، وتاريخنا الذي لا يُمس! فلتكن هذه الصرخة دعوةً لكل شريفٍ للدفاع عن تراثنا، وحماية إرثنا الوطني الذي هو أمانةٌ لنا ولأجيالنا القادمة.
المحامي سفيان هاني خريس