عروبة الإخباري –
في حلقة خاصة من برنامج “السياسة والناس”، تؤكد الإعلامية باتريسيا سماحة مجددًا مكانتها في طليعة الإعلام السياسي الجريء، حيث قادت حوارًا لافتًا مع الناشطة السياسية البارزة ومنسّقة تجمّع دولة لبنان الكبير، السيدة الأميرة حياة أرسلان، في مقابلة اتّسمت بالصراحة والجرأة، وتناولت ملفات إقليمية ومحلية شائكة تهمّ اللبنانيين والمنطقة.
باحترافية إعلامية لافتة، قادت سماحة اللقاء نحو عمق الأسئلة ولبّ القضايا، متجنّبة الشعارات المعلّبة والسطحية، فكان المشاهد أمام مقابلة من العيار الثقيل، كشفت ما وراء الكواليس السياسية، ولامست جوهر الأزمة اللبنانية وموقعها ضمن لعبة المصالح الدولية.
الحرب الإيرانية-الإسرائيلية الأخيرة كانت من أبرز المحاور التي تم تناولها، حيث تحدّثت الأميرة أرسلان عن انعكاسات هذا الصراع على لبنان والشرق الأوسط. من وقف إطلاق النار “المفاجئ”، إلى الضربة النوعية على المفاعلات النووية الإيرانية، وضعت أرسلان علامات استفهام كبرى حول حقيقة هذه المواجهة، ووصفت ما يجري بأنه “مسرحية دولية مرسومة بخريطة وحدود واضحة”، هدفها إعادة رسم خارطة النفوذ، لا إنهاء المخاطر.
وسلّطت الضوء على ما سمّته “تواطؤًا دوليًا” عبر أدوات إقليمية، منتقدةً الدولة اللبنانية لتقاعسها عن حماية سيادتها، خصوصًا في ملفي سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني، مشددة على ضرورة تسليم السلاح وتحقيق حياد لبنان الكامل. كما أشارت إلى غياب “الدولة العميقة” عن أي إصلاح جذري حقيقي.
في الشأن المحلي، لم توفر حياة أرسلان الحكومة من انتقادها، معتبرة أن الأداء السياسي يعيش في حلقة مفرغة من المحاصصة والفساد والانهيار المؤسسي، بدءًا من القضاء ومرورًا بملف النفايات، وصولًا إلى ما وصفته بـ”خضوع كامل للثنائي الشيعي”، محملةً الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار المتواصل، ومطالبةً بتغيير فعلي يُعيد للبنان ملامح الدولة.
وتحدّثت أيضًا عن تحضيراتها للانتخابات النيابية 2026، حيث كشفت عن نيتها دعم لوائح انتخابية تحت اسم “لبنان الدولة”، تضم وجوهًا جديدة ونخبًا نظيفة تؤمن بالدولة والمؤسسات، مشددة على ضرورة إشراك المغتربين وفتح باب التصويت لهم دون قيود.
أما في القسم الإقليمي الإنساني، فقد تناولت السيدة أرسلان ملف الاستهدافات الطائفية في سوريا، لا سيما ما يتعرّض له الدروز والمسيحيون، وتحدثت عن تحركاتها ضمن اللقاء التشاوري لطائفة الموحدين الدروز، عبر الأمم المتحدة، للدفاع عن حقوق الأقليات. وأشارت إلى تفاعل بعض الدول مع هذه الجهود، ونجاح بعض المساعي في تخفيف الحصار عن عدد من البلدات السورية.
وفي ما خصّ الساحة الدرزية اللبنانية، شددت أرسلان على أنها لا تسعى لمنافسة أحد، بل تعمل مع فريقها لتقديم نموذج سياسي بديل، مؤكدة قرب إعلان اللوائح التي يدعمها التجمع، وختمت بلهجة حاسمة: “نحن الباقون، وهم مارقون.”
حلقة تركت صدى كبيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية، ليس فقط لمضمونها الغني والحسّاس، بل لطريقة إدارتها الحذقة من قبل باتريسيا سماحة، التي أثبتت مجددًا أن الإعلام الجاد لا يزال قادرًا على صناعة التأثير وتحدي الخطوط الحمراء… بكل مسؤولية وجرأة.