عروبة الإخباري –
بدماء 27 شهيداً سقطوا صباح اليوم في شارع صلاح الدين بغزة، يكتب الاحتلال فصلاً جديداً من هندسة الموت المنظم. فتحول مراكز توزيع الغذاء إلى ساحات إعدام جماعي، وتوظيف المساعدات الإنسانية كطعم لاصطياد الجوعى، ليس سوى امتداد لحرب إبادة منهجية تنفذ بإشراف أمريكي وصمت دولي.
إن المجزرة الأخيرة التي استهدفت المدنيين العزل وهم ينتظرون قافلة غذاء تكشف وحشية لا سابق لها: فمنذ أواخر الشهر الماضي، ارتقى 450 شهيداً وأصيب 3,466 عند نقاط التوزيع. هذه الأرقام ليست إلا حلقة في مسلسل دموي بدأ في السابع من تشرين الأول 2023، حيث بلغت حصيلة الإبادة 55,959 شهيداً (غالبيتهم أطفال ونساء) و131,242 جريحاً، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام.
الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن ما يجري ليس “أخطاء عسكرية” بل جريمة حرب مكتملة الأركان من خلال تحويل المساعدات إلى “فخاخ مميتة” بتقنية القصف الأمريكي، وكذلك استخدام الجوع كسلاح حرب ضد مدنيين محاصرين، يضاف الى ذلك تواطؤ دولي يتجلى في تعطيل قرارات مجلس الأمن .
اننا نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن توفير الغطاء السياسي والعسكري لهذه الإبادة. كما ندين الصمت العربي الرسمي الذي يشكل تواطؤاً صامتاً.
اننا في الجبهة العربية الفلسطينية نطالب بما بلي:
فتح تحقيق دولي عاجل بجرائم الحرب في نقاط التوزيع
محاكمة القادة الإسرائيليين والأمريكيين أمام المحكمة الجنائية
دعوة احرار العالم لمواصلة الخروج في مظاهرات عارمة لوقف الإبادة
فرض عقوبات فورية على الكيان الصهيوني وحلفائه
إن دماء شهداء المساعدات التي اختلطت بالطحين على أسفلت غزة، ستظل شاهدة على انهيار الضمير العالمي. فإما أن تقف البشرية اليوم لوقف هذه الآلة الدموية، أو تسجل نفسها في تاريخ العار كشريك للإبادة.