صدر حديثًا كتاب «دراسات نقديّة في إبداعات أردنيّة: دواوين وتواليف» للناقد الأستاذ الدكتور يوسف بكار، اشتمل على قراءة في نتاج عدد من الشعراء وتجربتهم الأدبيّة.
وقدّم الدكتور بكار الكتاب بإشارته إلى الدّراسات السّتّ التي يشتمل عليها الكتاب، وأنجزها في عام 2023م، وتدلّ عناوينها على مضامينها، ذاكرًا أنّ الدراسة الأولى كانت لديوان «سرد لعائلة القصيدة» للشّاعر عمر أبو الهيجاء؛ وهو الديوان النثري الحادي عشر، والثانية لديوان «دم حنظلة» للشّاعر إبراهيم الخطيب المخصّص لرسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف الأيقونة ناجي العلي الذي اتخذ من حنظلة رمزًا للفلسطيني المعذّب والمناضل القويّ في آنٍ.
والدراسة الثالثة عن عبد المنعم الرّفاعي، في إطلالة وافية على حياته وإبداعاته في الشعر والنثر والنّقد، ألحق بكار بها ملحقًا مهمًّا هو حوار رابع أجراه معه الرّاحل الأديب شجاع الأسد، جاء بعد صدور كتاب بكار «عبد المنعم الرّفاعي: دراسة وحوارات ومختارات» (دار المناهل – بيروت 2004)، الذي يضمّ ثلاثة حوارات فقط، لافتًا إلى أنّ الحوار الجديد مهم جدًّا لمّا فيه من مصطلحات نقديّة للشاعر من مثل «الرَّقيّ الشّعري»، و «السّمو والتحليق» و «الصّفاء» إبّان النّظم، والموقف من «الوعي واللاوعي»، و «والشاعر والصَّنْعة»؛ وهي قمي?ة بأن تدرس من خلال شعر الشاعر نفسه وغيره، كما هو الشأن في مصطلح «المعاودة» الذي درسه بكار كاملًا في كتابه عنه وألمع إليه في هذه الدراسة.
أمّا الدراسة الرابعة من الكتاب فكانت عن الأديب يعقوب العودات / البدوي الملثّم والشاعر مصطفى وهبي التّل / عِرار من خلال كتاب الأول عنه «عرار شاعر الأردن»، وهو أوّل كتاب يصدر عن الشاعر.
وتركزّ هذه الدراسة على ما ندّ عن الشّاعر والمؤلف من هفوات طفيفة استدركها بكار عليهما؛ كأمر طبيعي في عالم التأليف والكتابة والإبداع.
وتقف الدراسة الخامسة عند كتاب «المجمع العلمي العربي في الشرق (1341ه / 1923م – 1344ه / 1926م) للدكتور سمير الدروبي عضو مجمع اللغة العربيّة الأردني الذي كشف فيه اللثّام عن حقيقة هذا المجمع الذي أسسه الرّاحل الأمير عبدالله بن الحسين عام 1923 وعُمّر ثلاث سنوات، وقد غامت هذه الحقيقة عن عدد من الباحثين الأردنيين وغير الأردنيين.
ولا تقتصر الدراسة على التعريف بهذا الكتاب الرائد، إنّما تضيف إلى فصوله إضافات تكميلية من مصادر فات المؤلف أن يطّلع عليها، وتنبه على هفوات طفيفة دلفت إليه بغية تحاشيها في طبعات لاحقة.
أمّا السادسة والأخيرة، فعن كتاب «حركة إحياء التراث في الأردن» للدكتور محمد الدروبي شقيق الدكتور سمير والأستاذ بجامعة آل البيت الأردنيّة؛ وهي في الأصل تقديم لهذا الكتاب التأريخي القيّم لحركة إحياء التراث في الأردن التي تتبعها تتبعًا استيعابيًّا حثيثًا في جهد كامل ووافٍ، بحيث يمكن أن يعدّ سِفْرًا في بابه، ومصدرًا مهمًّا في دراسة حركة إحياء التراث في الأردن لا تقلّ عن مثيلاتها في بلدان الوطن العربي كافة.