عروبة الإخباري –
تحذر الجبهة العربية الفلسطينية من خطورة التصعيد الشامل الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من جبهة، وتؤكد أن ما يجري هو تنفيذ ممنهج لسياسة التدمير والتوسع والهيمنة على حساب شعوب المنطقة وحقوقها، وأن هذا التصعيد لم يعد يقتصر على شعبنا الفلسطيني، بل بات يهدد بإشعال حرب إقليمية شاملة لن يسلم من تداعياتها أحد. وقد بات واضحاً أن الاحتلال يسعى لتوسيع دائرة عدوانه عبر عدوانه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في محاولة لاستدراج المنطقة إلى أتون حرب مفتوحة تعيد تشكيل الخرائط والمصالح بالقوة وتحت مظلة العدوان.
إن ما تقوم به دولة الاحتلال في قطاع غزة منذ عشرين شهراً هو جريمة إبادة جماعية موصوفة ومستمرة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، تنفذ عبر القصف العشوائي والمتعمد وتدمير الأحياء السكنية بالكامل ، وعبر سياسة التجويع وقطع الإمدادات ومنع الدواء والعلاج واستهداف كل مقومات الحياة. وهي سياسة لا يمكن فصلها عن المشروع الاستعماري الصهيوني القائم على نفي وجود شعبنا وسلب أرضه وهويته، في مشهد يعيد إنتاج أكثر التجارب ظلامية في التاريخ، فيما العالم الغربي المتشدق بحقوق الإنسان يقف شريكاً في الجريمة بالصمت والتواطؤ والدعم السياسي والعسكري.
إن الاحتلال لا يكتفي بعدوانه ضد غزة وشعبها، بل يصعد يومياً في الضفة الغربية عبر الاستيطان والقتل والاعتقال والتهجير، ويواصل تهويد القدس وتدنيس مقدساتها، ويستغل انشغال العالم بالحرب لفرض وقائع على الأرض تسعى لتصفية القضية الفلسطينية تحت دخان المعارك، ما يجعل الصراع اليوم في ذروة مرحلة مصيرية تتطلب موقفاً عربياً ودولياً حاسماً.
إن الجبهة العربية الفلسطينية ترى أن هذا الجنون الصهيوني هو انعكاس مباشر لحالة الحصانة التي يتمتع بها الاحتلال، والدعم الأمريكي والغربي اللامحدود الذي يمنحه غطاء لإشعال الحروب وتدمير المدن وارتكاب الجرائم دون أي رادع، كما ترى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انفجار واسع لا يمكن احتواؤه، لأن الشعب الفلسطيني لن يرضخ، وشعوب المنطقة لن تبقى مكتوفة الأيدي، والسكوت على الجرائم سيقود إلى انهيار شامل لمنظومة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن طريق استقرار المنطقة يبدأ من وقف العدوان الفوري على غزة وإنهاء الحصار وإدخال الإغاثة والمساعدات، ومن محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها في المحاكم الدولية، ومن وقف كل أشكال التصعيد ضد دول وشعوب المنطقة. ونحذر من أن العبث الإسرائيلي بالأمن الإقليمي قد يرتد حريقاً على من يشعلونه، ونؤمن أن مقاومة شعبنا وصموده البطولي هما ركيزة النهوض العربي الشامل، وعلى الأمة أن ترتقي إلى مستوى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة.
لقد آن الأوان لبناء استراتيجية عربية موحدة تقوم على حماية الأمن القومي العربي من البوابة الفلسطينية، ورفض كل مشاريع الهيمنة والاختراق الصهيوني، وقطع الطريق على محاولات تصفية القضية الفلسطينية. فالقدس وغزة وجنين ورفح ليست فقط عناوين للمعاناة، بل رموز للكرامة والحرية، ومن لا يدافع عنها اليوم لن يجد من يدافع عنه غداً.