عروبة الإخباري – كتبت الإعلامية كلاديس متى –
في قصر بسمان الزاهر، كان لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون أكثر من مجرد مناسبة بروتوكولي، فقد كان تجسيدًا حيًا لأخوة راسخة وقلبين ينبضان بالوفاء والمحبة، يؤكدان أن الأردن سيظل دومًا السند والملجأ للبنان في أصعب الظروف وأحلك المحن.
وقد جاء هذا اللقاء في لحظة حرجة تمر بها منطقتنا العربية، حيث الحاجة إلى الوحدة والتكاتف تتعاظم أكثر من أي وقت مضى. تحدث الزعيمان بصراحة وشفافية، ناقشا ملفات استراتيجية تمس حياة الملايين، بدءًا من دعم الجيش اللبناني كخط الدفاع الأول لاستقرار لبنان، مرورًا بتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة، وصولًا إلى بحث حلول عادلة لقضية اللاجئين السوريين الذين احتضنهم لبنان بكرم رغم الأعباء الثقيلة.
ولم تغب الإنسانية عن الموقف الأردني، حيث ترك الأردن بصمة واضحة بعد تفجير مرفأ بيروت الأليم، بقرار ملكي سريع حمل في طياته رسالة أمل، تمثلت بنقل الطفلة اللبنانية سهيلة الكسار عبر طائرة ملكية خاصة لتلقي العلاج في الأردن، في مبادرة أكدت أن الأخوة بين البلدين ليست شعارات تكتب، بل أفعال تتجسد بصدق وتعاضد.
حين يجتمع الحكمة مع المحبة، ينبع نبع لا ينضب من الدعم والتعاون، يحمي لبنان من أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة، ويؤسس لطريق نحو استقرار يعمّ الخير على المنطقة بأسرها. فالاستقرار اللبناني هو استقرار للأمة العربية، وكل خطوة فيه هي خطوة نحو السلام والأمن في المشرق. إن العلاقة الأردنية اللبنانية نموذج يُحتذى به في عالم السياسة، حيث الصدق والفعل يتقدمان على الشعارات والعبارات الرنانة.
عمّان ليست فقط عاصمة السلام، بل هي القلب النابض للأخوّة العربية، التي تبقى حية في أصعب الظروف.
وفي وجه كل أزمات المنطقة، يبقى الأردن ثابتًا كجبل الراسخ، يحمل للعالم رسالة لا تتغير: أن الأخوة الحقيقية لا تذبل، وأن الدعم الصادق هو نور لا ينطفئ في ظلمات المحن. وخلال المباحثات التي جرت في قصر بسمان الزاهر، أكد الزعيمان اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع الأردن ولبنان، وأهمية تعزيزها لخدمة المصالح المشتركة والقضايا العربية، وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقد تناولت المباحثات ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية، لتكون جسور التعاون بين عمّان وبيروت أكثر متانة وقوة، في مواجهة تحديات المنطقة المتزايدة.