كتب سلطان الحطاب –
أنهم برسم الهجوم عليهم واعتقالهم أو تدميرهم ويبقى العالم يتفرج وسيفرد لهم خبراً كما فعل مع سفينة مرمرة.التي هاجمتها إسرائيل علم 2010
سفينة مادلين في عرض البحر الآن متوجهة الى غزة، وقد تصل كما يقدر مدراء الرحلة خلال يوم أو يومين إن كانوا متفائلين، فهناك تجارب سابقة لكل السفن والمحاولات التي كانت تستهدف كسر الحصار عن غزة، وفتح الطريق وفك الحصار وتقديم المساعدات.
فهل تنجو مادلين ، وهل يتوقف العالم عن التواطؤ مع اسرائيل، فيضغط ليسمح لها بالوصول وعدم مهاجمتها، أو قتل من هم على متنها أو اعتقالهم، السجل الاسرائيلي في هذا المجال، أسود، وهذه ليست أول رحلة لكسر الحصار، وليست الاخيرة، فهناك مرمرة، التي هاجتمها اسرائيل، القرار الاسرائيلي بشأن السفينة مادلين، يطبخ الآن في الدوائر الاسرائيلية، والفاشية الاسرائيلية التي لم توقفها الجنائية الدولية ولا محكمة العدل الدولية ولا المظاهرات التي تحصل في كثير من الشوارع في العالم.
هذه الفاشية وهي شبيهة النازية الألمانية، واحد مواليدها، برعت في ارتكاب حرب الابادة والجرائم، وما زالت تستخف بالمجتمع الدولي ومواقفه، وتأخذ بآراء القوى الفاشية واليمينية الاسرائيلية وحليفتها في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الغربية.
حين قامت اسرائيل (الحكومة الاسرائيلية) بمهاجمة سفينة مرمرة التي كانت جزء من أسطول الحرية المتوجه للتضامن مع غزة عام 2010، جرى التواطؤ مع اسرائيل، وجرى اعتبار ما قامت به اسرائيل، لا يقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وان القضية لا تقع ضمن اختصاص المحكمة، رغم ان الجنود الاسرائيليين، ارتكبوا يومها جرائم الاحتلال من خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك، وبالعامية، جرى لفلفة الموضوع لاحقاً، وعادت تركيا بعد غضب وزعل الى التعامل مع الاحتلال.
مرة أخرى تقوم سفينة مادلين منطلقة من جزيرة صقلية بإعادة نفس المهمة، من كسر الحصار وحمل مواد غذائية وأدوية الى غزة، في محاولة أن تتجاوز الحصار وفتح ثغرات فيه وتمكين العالم الحرّ وتعبيراته أن تسلكه بعد أن منعت اسرائيل العالم، وحتى منظمات الاغاثة الدولية، وحتى الأمم المتحدة من الدخول وكسر الحصار، وما زالت تمنع.
هل نكون بعد يوم أو يومين أمام مشهد تراجيدي جديد ترتكب فيه اسرائيل جريمة الاعتداء على سفينة مادلين، وتلحقها بمرمرة، حتى لا تضعف أمام المحاولات العالمية المتكررة، التي تريد أن تصنع ثغرة في جدار الحصار الاسرائيلي؟
اعتقد ان اسرائيل لن تسمح بادخال الآف الشاحنات التي لها أكثر من عام متوقفة على الحدود مع مصر، رغم مراقبة حمولتها وقابليتها للتفتيش، وما زال الرفض الاسرائيلي قائماً، رغم المجاعة التي دخلت مرحلة تعتبر جريمة حرب، ولم تحاول أي جهه برية عربية او غير عربية كسر الحصار… بل يواصلون الانتظار، لدرجة أن معظم المواد أصبحت متجاوزة لصلاحيات الاستعمال، لما تعرضت له من برد وحرّ وظروف تعبئة ومدد زمنية.
وما زالت اسرائيل بعد حرب مستمرة لأكثر من 620 يوماً، منذ السابع من اكتوبر لا تسمح لأي جهات بادخال موادغذائية أو مساعدات أو كسر الحصار، رغم أن هذاه الجهات وغيرها ناشدوا وما زالوا … في سبيل ذلك.
اسرائيل التي ترفع شعار “من يركب البحر لا يخشى من الغرق”، ومن يرتكب جرائم ابادة لا يخشى من أن يضيف المزيد منها على شكل ضرب السفينة مادلين، كما ضربت مرمرة من قبل، لانها تعتقد، أيّ اسرائيل، محمية وفوق المسائلة وبالتالي من أمن العقوبة وقع في الجريمة.!
أميل الى ان اسرائيل لن تسمح لمادلين بالعبور الى غزة، وأن أحسن الأحوال هي أن تحجزها وتفرغها وتسجن أو تبعد ركابها، وان السيناريو الذي يتجانس مع العقل الاسرائيلي وممثلوه، هو وقف السفينة وابادة من فيها حتى لا تفكر أي جهة أخرى في تكرار التجربة، رغم ان تجربة مادلين سبقها تسع تجارب لم تصل ولم تسلم ولن تستطع أن تكسر الحصار.
للأسف لا توجد في المحاولات المتكررة السابقة محاولات عربية صرفة، وان كان هناك عرب على متن السفن السابقة التي أبحرت الى غزة ولكنها منعت.
صمتت تركيا، وقد تكون وصلت مع اسرائيل الى تسوية بعد مقتل الاتراك على متن مرمرة.
اليوم، ما زال ركاب مادلين من المتطوعين من مختلف جنسياتهم، يناشدون الضمير العالمي المجاز والغائب للضغط على اسرائيل وحمايتهم، .وقد ناشدوا الرئيس الفرنسي، ماكرون، فهل يصحو العالم في ربع الساعة الأخيرة، الآن ليلجم الوحش النازي قبل فوات الأوان وتوسيع دائرة القتل ليشمل ركاب مادلين، أم أن المناشدات من المتطوعين تتجاوز أسماع العالم بما في ذلك ماكرون وفرنسا والأمم المتحدة وكل دول العالم.
النازية الاسرائيلية يجب وقفها، وإلا فإن وباء النازية الذي دمر العالم في الحرب العالمية الثانية سينتشر ويصبح ماركة اسرائيلية.