عروبة الإخباري –
في زمنٍ باتت فيه الكلمات تُلقى جزافاً، يسطع نجم نواف الآسيوي كاستثناء نقي، مؤثر سعودي لم يحمل في قلبه سوى الوفاء، ولم يحمل في قلمه سوى الحب، يكتب للأردن كما يكتب للسعودية، بعين العاشق وصوت الصادق، وبنبض لا يعرف المجاملة ولا يبحث عن مقابل.
منذ أن بدأت مسيرة “النشامى” في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان نواف الآسيوي حاضراً في كل لحظة، ليس كمجرد متابع، بل كمحب، كمناصر، وكشريك في الحلم. تغريداته عبر منصة “إكس” – تويتر سابقاً – لم تكن عابرة، بل كانت دفقة من المشاعر، مزيجاً من الفخر والانتماء، يكتب وكأن قلبه خُلق بين عمان وإربد، بين الزرقاء والعقبة، وكأن للأردن في صدره مساحة لا تضيق.
حين تأهل المنتخب الأردني لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم، لم يكن المشهد عادياً في عين نواف. احتفى كما لو أن منتخب بلاده هو من صنع الإنجاز. كتب، وغرّد، وأشعل المنصة بتغريدات ملؤها الدهشة والفرح، حتى أن كثيراً من المتابعين السعوديين والأردنيين باتوا يترقبون كلماته أكثر مما يترقبون التصريحات الرسمية.
نواف ليس مجرد اسم في عالم المؤثرين، هو حالة وجدانية فريدة. يدهشك بحجم صدقه، بعفويته، بحبه غير المشروط. يتحدث عن كرة القدم بلغة العشاق، بلغة لا تعرف الحياد، لكنه حياد الحب؛ حين يعشقك أحدهم لأنك تستحق، لا لأنه مجبر على ذلك.
أعداد المتابعين في حسابه بالآلاف، لكنها لا تُقاس بحجم الأثر الذي يتركه في النفوس. مفاجآته السارة لا تتوقف، وكل كلمة منه وكأنها رسالة امتنان، وكل تغريدة بمثابة دفء يُهديه من قلب السعودية إلى قلب الأردن.
ففي زمن يُحكم فيه على المؤثرين بعدد المشاهدات، نواف الآسيوي يُحكم عليه بعدد القلوب التي يلمسها، وعدد الدموع التي يثيرها فرحاً، وعدد الابتسامات التي يرسمها على وجوه من يقرأون له.
شكراً نواف، لأنك تُحب الأردن كما نحبها، ولأنك تُشبهنا حين نكتب من القلب… شكراً لأنك تؤمن أن الحدود الجغرافية لا يمكن أن تفرّق بين من جمعتهم كرة، وحلم، وعروبة.
دمت صوتاً صادقاً، وعاشقاً لا يُملّ حديثه.