5
عروبة الإخباري – لارا نون –
لا يُستقبل العيد بزغاريد الفرح، بل بزفرات الناجين من تحت الردم…
لا يُذبح العيد قرباناً، بل تُذبح البيوت، ويُسلخ الأمان عن جدران الطفولة…
ليلة العيد في الضاحية والجنوب لم تكن ليلة تكبير، بل ليلة تهجير…
نساء خرجن مذعورات، يحملن قلوبهن بين أذرع الأطفال…
وشيوخ نظروا خلفهم للمرة الأخيرة نحو وطن يتصدع…
ومع ذلك، نُعايدكم.
نُعايدكم لأننا لم نُهزم.
نُعايدكم لأن العيد في أرضنا ليس تقويماً هجرياً، بل درساً في الصبر والكرامة…
كل عام ودم الشهداء هو العطر الذي نُبخّر به صلاتنا…
كل عام ووطننا قلب لا يعرف الانكسار…
عيدنا… صمود لا يشيخ، ووجع لا ينحني.