عروبة الإخباري –
تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني باستهدافها المباشر للمستشفى المعمداني في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة صحفيين، وإصابة العشرات من الجرحى والكوادر الطبية بعد أن دمرت المنظومة الصحية في شمال القطاع بشكل شبه كامل.
إن استهداف الاحتلال لهذا المستشفى – للمرة الثامنة منذ بدء العدوان – يأتي ليؤكد أن المشروع الصهيوني لم يغادر لحظة واحدة جوهره الفاشي والاقتلاعي، وأن حرب الإبادة المستمرة منذ 607 يوماً تجاوزت في وحشيتها حدود اللغة والخيال، حيث تقصف المستشفيات فوق من فيها، ويقتل الصحفيون، وتطارد فرق الإسعاف والدفاع المدني، في مشهد يعكس انحداراً خطيراً غير مسبوق في التاريخ الحديث.
تأتي هذه الجريمة النكراء في الذكرى الـ58 لنكسة حزيران، وهي ليست صدفة، بل رسالة فاشية ممنهجة بأن مشروع الاحتلال مستمر في احتلاله وعدوانه وتمزيقه للجغرافيا والإنسان الفلسطيني، وأن القدس التي احتلت يوم النكسة لا تزال تحت الخطر، وأن عدو الأمس لم يتغير، بل ازداد وحشية تحت حماية أميركية وصمت دولي مخز.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نحذر من تبعات استمرار استهداف البنية الصحية في غزة، ونحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الجرائم، كما نحمل المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه وعجزه عن لجم الاحتلال ووقف هذه الإبادة الجماعية بحق شعبنا.
وندعو جماهير شعبنا وامتنا واحرار العالم إلى تصعيد الغضب الشعبي في وجه هذا الإجرام المنظم، كما نطالب المجتمع الدولي، وهيئاته المعنية، خاصة منظمة الصحة العالمية، باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية ما تبقى من مؤسسات طبية وإنسانية في قطاع غزة، ولجم آلة الموت الصهيونية قبل أن يمحى كل شيء.
لا مستشفيات في مأمن، ولا حياة آمنة في ظل الاحتلال… الفاشية الصهيونية هي الخطر الحقيقي على الإنسانية.
المجد للشهداء… الشفاء للجرحى… والحرية لفلسطين من بحرها إلى نهرها.