عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
في عام 2002، حين افتتحت الملكة رانيا مستشفى عبد الهادي الى عام 2025، حيث افتتح البناء الكبير الجديد الان في الإضافة النوعية للمستشفى، الذي أصبح من أبرز المستشفيات الأردنية واكثرها تكاملاًوتطورا وتخصصات، جرى ماء كثير تحت النهر كما يقولون.
فقد عبر هذا الاستثمار الكبير الذي زاد عن أربعين مليون دينار في إضافة نوعية عن رغبة عارمة في التنافس، حين ضم المستشفى خيرة أطباء الاختصاص الذين نعرفهم، ممن ذاع صيتهم بجدارة، واقتنى أحدث الأجهزة والمعدات الحديثة التي لا ينافسه فيها مستشفى آخر، وقد علمت أن بعضها زاد عن المليون دينار وهي عديدة.
المستشفى الذي يقع في بداية شارع الخالدي، قد يحمل راية الشارع بعد الان لقدرته التنافسية، وسيدرج على لسان المراجعين له مع الزمن والانجاز، باسم شارع عبد الهادي، وهو الشارع الذي دخل قاموس جينس للأرقام القياسية، لكونه شارعاً للطب، وفيه أكثر عدد من العيادات والمواقع الطبية، ربما على مستوى عالمي.
لا أفتي في الطب فمعرفتي بالطب كمعرفة حمادة الفراعنة في اللغة الصينية، وبالمناسبة حمادة هو الذي دعانا كاسرة صحفية وإعلامية لحضور افتتاح هذا الصرح الطبي الوطني الكبير، وهو يعلم حماستي لأي جديد نافع ومميز، فقد دعاني باسم المستشفى ومديره للحضور والاطلاع على الاضافة الكبيرة للمستشفى والتي جعلت منه مستشفى متكامل لكل التخصصات غير العيون التي بدأ بها وتخصص فيها.
الدعوة كانت لنقابة الصحفيين وللنقيب ، وقد احتفلنا معهم بفوز المجلس الجديد على عشاء فاخر، قدمه المستشفى، وجعلنا نسأل رانيا ناصر الدين نائبة المدير لشؤون العلاقات العامة في المستشفى والناشطة التي لم تتوقف عن الترحيب بنا كفراشة، تجول على كل المكونات الجديدة وسألناها أن كان الطعام المقدم لنا على العشاء مستورد أم من داخل المستشفى ونفس السؤال للسيدة المسؤولة التي أدارت المطبخ المميز ومن قبل في فندق كمبنسكي قبل أن تضع تميّزها في المستشفى.
كانت أمسية جميلة صعدنا فيها الى كل الطوابق الستة، ورأينا الغرف المميزة فكل غرفة فيها سرير وكأنها كلها للدرجة الأولى، وهناك أجهزة طبية عديدة.
وقد لفت انتباهي المدخل على الشارع الرئيسي حيث غرف الطوارئ التي لم ار عددها في أي مستشفى، وهي طوارئ متعددة التخصصات.
في نصف الساعة التي سبقت الاستراحة والعشاء في القاعة الكبيرة، المجهزة تحدث الدكتور عبد الهادي، مدير ومالك المستشفى وصاحب فكرة الريادة في توسعته وتطويره إلى هذا المستوى مرحبا بالصحفيين والكتاب ومدير عام الاذاعة من سيدات وسادة، واستغل نقيب الصفحيين، المناسبة الفرصة ليطالب بمعاملة خاصة للصحفيين وتأميناتهم، وهو إنجاز اضافي لهذه الدورة للنقابة، كما تحدث الزميل حمادة الفراعنة، مرحباً بالصحفيين وطارحاً مشروع دعوة جهات أخرى نقابية وغيرها للقاء الصحفيين وتجسير العمل الصحفي مع المؤسسات الأهلية والخاصة، بشكل معين فيه اضاءة على الانجاز والحفاظ عليه ودعمه وتسويقه للمصلحة الوطنية.
الفريق الطبي الذي رافقنا وحضر المناسبة، كان من اسماء طبية مميزة، سمعنا عنها كثيراً، واستطاع الدكتور الطموح عبد الهادي، استقطابها، وانتقائها من اماكن عديدة، ومنها من جاء من الخارج، كما جاء المشروع الجديد ليجسر مع أطباء أردنيين من تخصصات عديدة، ممن يعملون في مستشفيات عالمية بعد أن كان ذلك مستعصياً، نتاج مواقف المجلس الطبي الأردني، الذي لو جاء ابقراط لعمل له امتحاناً، فأشهر الأطباء ممن أنجزوا مواقف وعمليات واختراعات في الطب، على مستوى عالمي كان يلقى عليهم نفس الاسئلة لطلاب الامتياز الجدد والنتيجة غير مضمونة!.
في مستشفى عبد الهادي، رأينا الجديد وسمعنا عن الجديد، وأدركنا، أن الأردن سيظل مميزاً وسيظل وجهة طبية قائمة لاستقطاب الباحثين عن العلاج من كل الاقليم والعالم، وهذا ما طرح الحديث في السياحة العلاجية في الأردن، ومالها وما عليها، وكيف يمكننا أن ناخذ حصتنا المنصفة منها، كما الخليج، وكما تركيا، وغيرهم، رغم جدارة الأردن وأن كان بحاجة الى لمسات اخراجية، وإعادة انتاج لبعض الاهتمامات والمعطيات.وتحريرها
يستحق الدكتور عبد الهادي، التقدير على مبادرته بولادة مستشفى جديد مميز في هذا الزمن الذي أصبح فيه اسم المستشفى مرادف لأسم الحياة، ونحن نرى كيف تدمر المستشفيات في غزة وتدخل الى الحرب، كأداة من أدوات الحصار في حرب الابادة التي تقودها النازية الجديدة في اسرائيل.
اعتبر أن مثل الدكتور عبد الهادي، مغامر ورائد، حين يضع كل هذه الأموال ويستورد كل هذه الوسائل المميزة ويقترض وهو لم يقم بذلك لولا شجاعته وارادة توفرت عنده من خبرة ووطنية وحب لمجتمعه، ولذا فإنه إن قامت الارادة فلن تعدم الوسيلة.
نبارك ولادة جديدة في الجسم الطبي الأردني، باسم مستشفى عبد الهادي العام الجديد تحمل مبادرة جديدة وتشكل رافعة طبية اضافية في الفضاء العلاجي والطبي، ونحتفي بذلك، ونعتبره هدية لبلدنا في عيد الاستقلال وفي اليوبيل الفضي للقائد، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
أهلاً وسهلاً باخواننا العرب، فلقد ظل الصدر الاردني وسيبقى دافئاً دائماً.كما يقول الدكتور باسم سعيد الذي عرفني على المستشفى لاول مرة زرته.