عروبة الإخباري –
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح ان شعبنا الفلسطيني وفي طليعته أهلنا في قطاع غزة يواصل دفع أثمان باهظة من دمه ومعاناته اليومية نتيجة استمرار حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة في عدوانها الممنهج متذرعة بالسياسات والمغامرات العسكرية المتهورة غير المحسوبة والتي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 دون تشاور أو إجماع وطني والتي جرّت على قطاع غزة كارثة إنسانية ومأساة غير مسبوقة لا تزال تداعياتها تتفاقم حتى اليوم.
وأكد فتوح أن هذه الخيارات الفردية التي افتقرت إلى الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية، حولت القطاع إلى ساحة دمار الشامل وأدت إلى إستشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية ومحو مدن كاملة، وتهجير مليوني فلسطيني داخل وطنهم بينما غابت الرؤية السياسية الجامعة وانعدمت المحاسبة وتهدد بخطة تهجير شعبنا في غزة الأمر الذي يقضي على الهدف الوطني القائم على الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن الكرامة الوطنية لا يمكن أن تبنى على أنقاض البيوت ولا أن تختزل في خطاب ناري لا يرى في الإنسان إلا أداة، ولا في الشعب إلا وقوداً لمعارك لا أفق لها فالإنسان هو أساس المقاومة، والحاضنة الشعبية هي الشرعية الوحيدة لأي حركة وطنية وحين يذبح الأبرياء، وتفجر المدن وتمحى الحياة تحت الأنقاض، فإن كل ادعاء بالمقاومة يسقط أمام فداحة الثمن وتفكك المجتمع.
ودعى فتوح حركة حماس إلى وقفة مراجعة شجاعة، تستمع فيها إلى صوت الشعب لا صدى الشعارات وتعيد الاعتبار لأولويات الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة المصيرية. لا مجال للمكابرة أمام هذا النزيف المتواصل. وحدها الشراكة الوطنية الحقيقية، والموقف الموحد، قادران على حماية شعبنا وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
ويجب وقف نهج العناد السياسي والإبتعاد عن منطق التفرد والتكفير الوطني فالتاريخ لن يرحم والشعب لن يغفر لمن ساهم في تمزيق نسيجه الاجتماعي وتهميش النخبة السياسية والعلمية والثقافية ودفعه إلى الفقر والشتات والضياع. أن اختلال موازين القوى لصالح العدو الإسرائيلي الذي يتلقى دعم لا محدود من الإدارة الأمريكية، يفرض على حماس إعادة تقييم مواقفها وسياساتها واتخاذ موقف شجاع رفقا ورحمة بشعبنا، وان تتعامل بمنطق الحرص الوطني على كل قطرة دم فلسطينية وأن ترحم شعبنا في قطاع غزة وبالرغم من أن المشروع المطروح لا يلبي الحد الأدنى من المطالب لكن تبقى الأولوية هي إنقاذ شعبنا من مقتلته بالجوع والعطش والقصف الجوي والبري والبحري، فعلى حماس أن تأخذ قرارها الذي يوفر لو بالحد الأدنى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح أهلنا في القطاع، ونؤكد رفضنا المطلق لرفع الراية البيضاء والاستسلام أمام العدو المتغطرس (ولكن أولوية رفع المعاناة والمقتلة عن أهلنا في غزة تفرض القبول في ظل موازين القوى المختلة التي تميل لصالح العدو الإسرائيلي) ومع ذلك فأن ما يجري في قطاع غزة فاق بكل المستويات حجم ردة الفعل عن 7 أكتوبر، وعليه فأننا نحمل إسرائيل وحكومتها المتطرفة المسؤولية الكاملة على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وعلينا أن نفشل مخططاتها الرامية إلى تهجير شعبنا وتفريغ القطاع من أهله.
وأكد رئيس المجلس الوطني أن المشروع الوطني الفلسطيني لا يختزل في السلاح أو فصيل بل في الوحدة الوطنية الجامعة تحمي الإنسان قبل الأرض وتحفظ القرار الوطني المستقل من العبث وتعيد الاعتبار لمؤسساتنا التمثيلية الجامعة.
وفي الختام شدد فتوح على أن الوقت قد حان لإستعادة وحدة شعبنا ومؤسساته تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وبناء استراتيجية مقاومة شعبية حقيقية عاقلة لا تدار من دول لها حساباتها الأقليمية ولا تدار أيضاً بردود فعل أو حسابات ضيقة بل تنبع من معاناة الناس وتستند إلى كرامتهم وحقهم في الحياة والحرية بعيداً عن المغامرات القاتلة والإنفصال المدمر