عروبة الإخباري –
ليست كل النساء حين يتولين مسؤولية يتركن أثرًا، لكن رلى السماعين، كانت، منذ اللحظة الأولى لتسلّمها رئاسة لجنة النشرة في النادي الأرثوذكسي، مشروع أثر، لا مجرد اسم جديد على غلاف مطبوعة قديمة.
كأنها حين أمسكت القلم، أعادت تعريف وظيفة “النشرة”، جعلتها لا تُقرأ فقط، بل تُنتظر. لا تُقلب صفحاتها بسرعة، بل تُطوى بين الكتب المفضلة، فقد أعادت إليها الحياة، والمضمون، والانتماء.
حين تتحول النشرة إلى وطن صغير
لم تكن المجلة قبل رلى سوى نشرة دورية… إلى أن دخلتها بنَفَسها المختلف، هي نفسها، رلى، لم تُضف إليها صورًا جديدة فقط، بل ضخت فيها الروح. فتحت نوافذها للهواء الأردني، للتنوع، للثقافة، للناس.
أصبحت صفحاتها مرآة تعكس وجوهًا من كل التيارات، كل الطوائف، كل الحكايات التي تصنع “الأردن”. وكأنها أرادت أن تقول: “هذا النادي هو وطن مصغّر، ولن نكتب إلا بلغة الوطن”.
المرأة التي لا تميل إلا للحق
رلى السماعين لا تُجيد الوقوف على الحياد الرمادي. حضورها في أي حوار ليس لإرضاء الجميع، بل لخدمة الحقيقة، ولو أغضبت البعض. في لقاءاتها الفكرية، لا تُجامل، لكنها لا تهاجم. تعرف كيف تسأل، وكيف تُنصت، وكيف تجعل الحوار مساحة ولادة، لا ساحة معركة.
وما يلفت كل من شارك معها أو تابعها، أنها لا تنحاز لشخص أو تيار… بل تنحاز للأردن. دائمًا، للأردن فقط.
تغيير لا يُكتب بالحبر… بل بالشغف
رلى لم تغيّر شكل النشرة فقط؛ بل غيّرت معناها، ووظيفتها، وطريقتها في مخاطبة الناس. اختارت أن تتحدث بلغة صادقة، أن تُنصت لما لا يُقال، أن تمنح الكلمة لمن يستحق، لا لمن يصرخ أكثر.
هذا الشغف بالرسالة جعلها ترفع مستوى التوقعات. صار القارئ ينتظر العدد التالي بشغف، لا حبًا بالتصاميم، بل لأن كل عدد يحمل طعمًا جديدًا، ولهجة مختلفة، ودفقة وطنية نادرة.
قيادة أنيقة، وهدوء يعرف طريقه
هي ليست صاخبة، ولا تبحث عن الضوء. لكنها حين تتحدث، يُصغي من حولها لأنهم يشعرون أن كلامها ليس أداءً، بل اقتناعًا عميقًا. لا تتعثر بالشعارات، ولا تنزلق في الاستعراض. فقط، تسير بثقة، بهدوء، برؤية، ويكفي أن تقف خلف مشروع لتعرف أنه في أيدٍ أمينة.
السماعين، لأنها لا تكتب لتُملأ الصفحات، بل لتُحرّك الفكر. ولا تنظم الحوارات لتُسجل حضورًا، بل لتُصنع معرفة. لأنها تجمع المختلفين دون أن تذيبهم، وتُكرّس التنوع دون أن تُضيّع البوصلة، صارت اليوم علامة فارقة في النادي، وفي المشهد الثقافي الأردني.
رلى السماعين لا تكتب فقط. إنها تنقش اسمها حيث لا يُمحى: في ذاكرة المجلة، في عيون القُرّاء، وفي مسام الوطن.
ومع كل عدد جديد، وكل حوار جديد، وكل فكرة تطرحها بثقة، تؤكد أن الإعلام لا يزال بخير، ما دام في حضن امرأة تعرف أن الانحياز الحقيقي… ليس لموقف، بل لأردنٍ يستحق الأفضل دائمًا.