عروبة الإخباري –
المركز الثقافي الإسلامي – د. فلك مصطفى الرافعي –
تقديم القرابين *لله* من الثوابت الإيمانية الموّثقة في القرآن الكريم …و لو في تذكير واحد بين ” أبناء آدم ” الموروث ان هابيل الطيّب و قابيل الشرير قدّما كل واحد منهما قربانا *لله*، قُبِل من الاول ورُفض من الاخر ، فكان أول دم ادهش تربة الأرض العذراء. .
بقيت القرابين على مدى مديد من الزمن القديم ، و المؤكد أن هناك أوامر بالنصوص عفا *الله* عنها فيما بعد وتغيّرت احكام و هذا شأن *الله* فيما خلق فله الأمر و عليه الطاعة …
في رسالة للنبي ابراهيم عليه السلام أخبرنا القرآن بحوار بينه وبين ولده اسماعيل عليه السلام المسمّى ” بالذبيح ” قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك ،،،”
رد اسماعيل ” يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء *الله* من الصابرين ” ..
فلما اسلما و تلّه للجبين أتى الفداء العظيم بقوله تعالى ” وفديناه بذبحٍ عظيم “…عند هذه القصة لأبي الانبياء نقف عند هذا المشهد العظيم الذي أراد *الله* به تبارك و تعالى أن يغلق صفحات القرابين ، فالبشرية تقترب من النبأ العظيم . وكانت الأضحية بدل عن قربان و صارت من سنن المسلمين لتقديم أضحية من كل بيت مستطيع ، و جمال توزيع الأضحية فيه تمام التكافل والتضامن و صلة الأرحام ، الثلث للمضحي والثلث الثاني لمن يريد أن يهدي والثلث الاخير للفقراء …
الموسرون يأكلون ، الأقارب والاصدقاء يتهادون و الفقراء لهم نصيب مثلهم ، وان شاء المضحي التبرع بذبيحته كاملة للمعسرين فلا حرج عليه .
هذا المجتمع المتكافل المتضامن المتألق بصدقة الأضحية ، واذا بالأمتين الإسلامية و العربية من بعد صلاة عيد الأضحى الى عصر ثالث ايام العيد ، الاضاحي بتقسيماتها تطوف اربع جهات الأرض يأكلون ويتهادون و يتصدقون ..
انها سُنّة محببة و مؤكدة يحرص عليها المسلم القادر لتأسيس ايام لا تُنسى ..
هذا في المجتمع المتكافل ، اما في الاقتصاد فالأنعام من غنم و بقر وابل تزداد بالخير و لا تنقص ، لأنها بركة سماوية تقارب الاعجاز والأمر في هكذا شأن يميل نظريا إلى نقصان المادة فإذا بالصدقة هي الفائض والزيادة …
وقامت المملكة العربية السعودية مشكورة بإنشاء مصانع كبيرة لتقطيع اللحوم و توضيبها و تبريدها و توزيعها على فقراء الأمم العربية والإسلامية الفقيرة عبر مستوعبات ذات مواصفات صحية فائقة المستوى لتصل للمحتاج جوا وبحرا وبرا …
*كانت المعادلة القديمة تقديم القرابين للسماء و في فتح صفحة جديدة نزل الفداء من السماء* …
أضحى مبارك وتقبّل *الله* الصدقات لوجهه الكريم