عروبة الإخباري –
تتابع الجبهة العربية الفلسطينية، بأسى وغضب بالغين، ما شهدته مدينة القدس المحتلة من عربدة صهيونية مقيتة خلال ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام” التي تحولت – مرة أخرى – إلى منصة للعنصرية والكراهية والدعوات الصريحة للإبادة، في مشهد استفزازي غير مسبوق. فقد امتلأت شوارع المدينة المقدسة بأهازيج الحقد، وعلى رأسها شعار “مات محمد”، في اعتداء سافر على كرامة أمتنا وتاريخها ودينها ونبيها، في ظل صمت عربي وإسلامي لا يقل قبحاً عن الجريمة نفسها.
إن رقصات بن غفير وسموتريتش على أنقاض الحق الفلسطيني، وتبجح نتنياهو وهو يتجول في الأنفاق تحت المسجد الأقصى ليكرر زعمه أن “القدس يهودية”، ليست مجرد تصرفات معزولة أو مهرجانات دينية، بل هي ترجمة فعلية لمشروع صهيوني استيطاني إحلالي، يسعى لتكريس تهويد المدينة وتغيير معالمها وهويتها، تمهيداً لتقسيم الأقصى مكانياً وزمانياً، وصولاً إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
إن الجبهة العربية الفلسطينية، إذ تعبّر عن بالغ استنكارها لهذه العربدة الإجرامية، فإنها ترى في مشاهد التطرف المتلفزة، رسالة لا لبس فيها بأن العدو لا يتردد في استخدام الدين والمقدس كأداة للسيطرة والعدوان، وأنه يستغل تشتت الموقف العربي والإسلامي، وانشغال بعض الأنظمة في مسارات التطبيع، ليمعن في جرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا.
إن القدس ليست شأناً فلسطينياً فحسب، بل هي وجدان الأمة، وعنوان كرامتها، ومحرار انتمائها الحضاري والديني. ومن هذا المنطلق، ندعو الجماهير العربية والإسلامية، والقوى الحية في أمتنا، إلى عدم الاكتفاء بالتنديد الباهت، والانتقال نحو فعل شعبي ضاغط ومستمر، يرتقي إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تتهدد المدينة المقدسة، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.
كما نطالب منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وجميع المؤسسات الرسمية والدينية والحقوقية، بتحمل مسؤولياتها، والخروج من دائرة الصمت والبيانات النمطية، والعمل على بناء استراتيجية جماعية للدفاع عن القدس، ودعم صمود أهلها، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة.
لن تكون القدس وحدها، ما دام في الأمة قلب ينبض، وضمير يستشعر قدسية المكان وعظمة القضية. وإن شعبنا الفلسطيني، بكل فئاته ومكوناته، سيظل سداً منيعاً في وجه محاولات التهويد والاقتلاع، مهما بلغت التضحيات.
الجبهة العربية الفلسطينية
26 أيار/مايو 2025