عروبة الإخباري –
في زمنٍ أتعبه اليأس، وفي بلد أنهكته الوعود، خرج من قلب بلدة المعمرية صوتٌ نقيّ يشبه الناس… يشبه وجعهم، ويشبه حلمهم.
فازت باسكال حرب، لكنها لم تربح مقعدًا فقط، بل ربحت قلوبًا آمنت بها قبل أن تصوّت لها. امرأة حملت الأمل على كتفيها، وواجهت المعركة بلا ضجيج، بل بثبات، بصدق، وبإيمان أن المحبة أقوى من الحسابات، وأن التغيير يبدأ من الإنصات لنبض الناس.
لم يكن فوز باسكال محطة شخصية، بل بداية حكاية جديدة تُكتب بيد امرأة تعرف جيدًا أن السلطة الحقيقية هي في خدمة الأرض التي أنبتتها، والناس الذين جعلوها تكبر على وجعهم وأحلامهم معًا.
ففي لحظة مفصلية تتوق فيها القرى اللبنانية إلى نفس جديد في العمل البلدي، برزت المهندسة والفنانة التشكيلية باسكال حرب كوجه نسائي شبابي مختلف، استطاع أن يكسب ثقة أبناء بلدة المعمرية، ويحقق فوزًا لافتًا في الانتخابات البلدية، حمل معه رسائل تتجاوز الحسابات الانتخابية الضيقة، إلى مشروع وطني مصغّر عنوانه: “التغيير الحقيقي يبدأ من الناس، ولأجلهم”.
بكلماتٍ مؤثرة ومفعمة بالامتنان، شكرت باسكال حرب بلدتها قائلة:
“شكرًا من القلب للمعمرية، التي منحتنا محبتها قبل ثقتها، واحترامها قبل دعمها. هذا الفوز ليس نهاية، بل بداية لمسار عمل جاد ومسؤول. نعدكم أن نكون على قدر الأمانة، وأن نعمل معًا لأجل بلدتنا وأهلها، كما تستحق وأكثر. المعمرية أولًا، ودائمًا.”
هذا الفوز لم يكن مجرّد نتيجة انتخابية، بل تتويج لمسيرة شخصية واجتماعية التزمتها باسكال حرب، وعبّرت عنها في حملتها بشكل صادق وشفاف. فهي لم تأتِ من خلفية سياسية تقليدية، بل من بيئة مدنية متجذرة في العمل الاجتماعي والإنساني، جعلت منها صوتًا حقيقيًا لهموم الناس وتطلعاتهم.
من الوجع إلى المشروع
تعيش المعمرية، كغيرها من البلدات اللبنانية، تحديات كبرى في البنى التحتية، الخدمات، والإدارة المحلية. وقد استطاعت باسكال أن تترجم هذه التحديات إلى برنامج انتخابي واقعي وعملي، يرتكز على النقاط التالية:
تطوير البنى التحتية بطريقة مستدامة.
اعتماد خطة حديثة لإدارة النفايات.
تعزيز مشاركة الشباب في القرار المحلي.
دعم المبادرات البيئية والاجتماعية.
إعادة الثقة بين المواطن والبلدية من خلال الشفافية.
ترشّح باسكال لم يكن تقليديًا. فهو لم ينبثق من اصطفاف سياسي، بل من حاجة حقيقية لصوت نظيف، شفاف، ومسؤول. وقد عبّرت في أكثر من مناسبة أن ترشحها هو “صرخة ضمير” في وجه العبث بالمال العام، وغياب التخطيط، والإقصاء المزمن للمرأة عن مواقع القرار.
وعد بالعمل لا بالشعارات
اليوم، تدخل باسكال حرب قاعة المجلس البلدي لا كبطلة انتخابية، بل كخادمة لأهلها، وفق تعبيرها. وهي تدرك جيدًا حجم المسؤولية والتوقعات، لكنها تدخل بثقة مستمدة من محبة الناس، وخلفية عملية تؤهلها لصنع فارق.
تقول في ختام خطابها:
“أنا لا أعد فقط، بل أخطط، أستمع، وأبادر. فوزنا اليوم هو فوز لكل شخص لا يزال يؤمن أن في هذا البلد من يستحق أن نحارب لأجله.”
في بلد يرزح تحت أعباء الأزمات، يبرز فوز باسكال حرب كبريق أمل محلي، يعكس التحول التدريجي في وعي الناس، ويؤكد أن التغيير لا يبدأ من فوق… بل من حيث يكون الصوت نظيفًا، والمسؤولية نابعة من القلب.