برعاية دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، وبحضور الشريفة نوفة بنت ناصر، انطلقت أعمال المؤتمر التربوي الثاني تحت شعار “التعليم نحو المستقبل – الأردن 2030″، والذي نظمته جامعة الطفيلة التقنية ممثلة بكلية العلوم التربوية، بالشراكة مع مؤسسة سيبال للدراسات والاستشارات، بمشاركة واسعة من القيادات التربوية وصنّاع القرار والخبراء من مختلف القطاعات التعليمية محليًا وإقليميًا. ويستمر المؤتمر على مدار ثلاثة أيام.
ويأتي انعقاد المؤتمر ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تطوير منظومة التعليم في الأردن، وتعزيز قدرتها على مواكبة التغيرات المتسارعة، من خلال الانتقال من النماذج التقليدية إلى التعليم القائم على مهارات المستقبل، بما يلبي متطلبات التنمية المستدامة واحتياجات سوق العمل.
وأكد الدكتور الروابدة، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن التعليم يمثل الركيزة الأهم في بناء الدولة الحديثة، لافتًا إلى أن التحديات الراهنة تتطلب تضافر الجهود لتطوير التعليم بأدواته ومناهجه. وأشاد بالدور الريادي لجامعة الطفيلة التقنية في احتضان هذا الحدث النوعي، الذي يشكل منصة حوارية مهمة لرسم ملامح مستقبل التعليم في المملكة، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في الإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي للتنمية الوطنية.
من جانبه، أشار رئيس جامعة الطفيلة التقنية، الدكتور بسام زعل المحاسنة، إلى أن المؤتمر يُعد محطة وطنية استراتيجية لدعم جهود تحديث التعليم، مؤكدًا أن التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه النهضة الشاملة، وأن الجامعة تسعى من خلال هذه الفعالية إلى المساهمة الفاعلة في صياغة تصورات تطويرية متكاملة للمنظومة التعليمية.
وأضاف الدكتور المحاسنة أن الجامعة، وبالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، تحرص على تسليط الضوء على التجارب الناجحة والابتكار التربوي، باعتباره مدخلًا رئيسيًا لتجويد التعليم وتحقيق التميز المؤسسي، داعيًا إلى تحويل مخرجات المؤتمر إلى خطط عملية قابلة للتنفيذ.
بدورها، عبّرت الدكتورة ريم الخضر، ممثلة مؤسسة سيبال، عن اعتزاز المؤسسة بشراكتها في تنظيم هذا المؤتمر، مشيرة إلى أهمية تعميق ثقافة البحث والحوار التربوي، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المختصة لتبادل الخبرات والتجارب التعليمية. وأكدت ضرورة تفعيل توصيات المؤتمر لتكون منطلقًا لتحديث حقيقي في النظام التعليمي الأردني.
وأكد الدكتور تيسير القيسي، عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة، أن الكلية تولي أهمية كبيرة لعقد مثل هذه المؤتمرات النوعية، التي تُسهم في توجيه الخطاب التربوي نحو المستقبل، مشيرًا إلى أهمية الابتكار والبحث العلمي في تطوير السياسات التعليمية وبناء رؤية مستدامة قائمة على أسس علمية وميدانية.
وشهد المؤتمر جلسة حوارية بعنوان “الأردن 2030: آمال وتطلعات” أدارها الأستاذ الدكتور حسن الشلبي، بمشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والتربوية البارزة، منهم الدكتور فايز السعودي، والأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، والدكتور فواز الزبون، والمهندس أحمد الغرايبة، والدكتور أحمد أبو الهيجاء.
ويُعد هذا المؤتمر منصة تفاعلية لدراسة أفضل الممارسات التعليمية على الصعيدين المحلي والعالمي، وتسليط الضوء على التجارب الريادية القابلة للتطبيق، وذلك من خلال نقاشات نوعية تهدف إلى بلورة رؤى واستراتيجيات تربوية تنسجم مع التوجهات الوطنية لمستقبل التعليم في الأردن.