عروبة الإخباري –
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإرهاب الصهيوني الملطخ بدماء الأبرياء، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة بقصفها مركز إيواء في مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 25 شهيدًا، أغلبهم من الأطفال والنساء الذين احترقوا أحياء داخل خيامهم، في مشهد يفوق كل وصف ويتجاوز كل حدود الفظاعة.
كما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى في منزل لعائلة عبد ربه في بيت لاهيا، راح ضحيتها 19 شهيدًا جلّهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجازر متفرقة في خانيونس والمنطقة الوسطى ومدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى خمسين شهيدا في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن هذا الإرهاب الصهيوني المتواصل يكتب شهادة وفاة العدالة الدولية والضمير الإنساني، ويهدم أسس الحضارة البشرية التي يفترض أن تقوم على حماية الإنسان وصون كرامته. إن ما يجري في قطاع غزة من قتل جماعي وتجويع وحصار، يجري على مرأى ومسمع العالم، دون أن يتحرك لوقف هذه المجازر أو محاسبة مرتكبيها، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول مستقبل الإنسانية برمتها.
لم تعد المواقف اللفظية والشجب الإعلامي تكفي، ولم يعد ممكناً الاكتفاء بعبارات التضامن؛ المطلوب تحرك فوري وفاعل من المجتمع الدولي وكل أحرار العالم لوقف هذا النزيف الدموي، وإنقاذ ما تبقى من قيم إنسانية، ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية.
إن صمت العالم شراكة في الجريمة، وإن استمرار هذه المجازر سيبقى وصمة عار في جبين كل من يتشدق بحقوق الإنسان وهو يتواطأ بالصمت مع القتلة