عروبة الإخباري –
في ذكرى الاستقلال، أتقدم من كل أردني وأردنية بأسمى آيات التهنئة والتبريك، مجددةً العهد على الاعتزاز بهذه المناسبة الوطنية الخالدة التي نستذكر فيها الدور البطولي الذي لعبه أجدادنا في سبيل نيل الحرية، والخلاص من الاستعمار الذي حاول النيل من هويتنا وإرادتنا.
الاستقلال هو قصة شرف وكبرياء، سطّرها رجال ونساء رفضوا الذل والخضوع، وتكاتفوا خلف قيادة حكيمة تمثلت بالمغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول، وتواصلت عبر المغفور له الملك الحسين بن طلال، إلى أن تسلم الراية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يواصل اليوم مسيرة البناء والنهضة والعدالة.
ولا يمكن أن نحيي هذه الذكرى دون أن ننحني احترامًا لتضحيات الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين جسّدوا عبر العقود صمام الأمان، ورمز الانضباط والتضحية من أجل بقاء هذا الوطن حرًا شامخًا.
كما أن هذه المناسبة العزيزة هي فرصة للتأمل في ما تحقق من إنجازات، في التعليم والصحة والبنية التحتية، وفي الوقت ذاته، الوقوف بمسؤولية أمام التحديات الراهنة، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي ومعدلات البطالة. فالاستقلال ليس فقط لحظة احتفال، بل أيضًا لحظة مراجعة وتخطيط، تستدعي منّا جميعًا أن نكون شركاء فاعلين في صناعة مستقبل أفضل لأردننا الحبيب.
لقد تأسس وطننا على قيم الوحدة، والتنوع، والعدالة. ومنذ اليوم الأول لتأسيس إمارة شرق الأردن، توحّد حولها أحرار من مختلف المشارب والمناطق—من المسلمين والمسيحيين والدروز، ومن السوريين واللبنانيين والحجازيين، إلى الشركس والشيشان. وكانت كلمات الملك المؤسس تصدح في وجه المستعمر، قائلاً:
“أتاكم ليسترقكم فتكونوا غير أحرار… أتاكم ليخيفكم بقوته وينسيكم أن الله بالمرصاد فتكونوا غير مؤمنين.”
كل عام والأردن حرٌّ، و يزداد عزًا ورفعة.
حمى الله الوطن
بمناسبة عيد الاستقلال الأردني* رلى السماعين
14
المقالة السابقة