عروبة الإخباري –
في السابع والعشرين من أيار، يعود الأردن ليُحيي ذكرى ليست كسائر الذكريات، بل هي نبضٌ في قلوب الأردنيين، ودمعة فخر في عيون الآباء والأبناء، إنها ذكرى استقلال وطن ما خضع يومًا، ولم ينحنِ لغير الله.
79 عامًا من العزة.. وجرح لا ينسى
عيد الاستقلال ليس يومًا يمرّ كغيره من الأيام، بل هو طيف يزور الذاكرة، يعيد إلينا صور الجنود الأوائل، وصوت الحسين وهو يعلن بملء الإيمان: “لقد آلينا على أنفسنا أن نبني هذا الوطن على الحرية والكرامة.” في كل ركن من أركان هذا الوطن، تسكن حكاية شهيد، وأنفاسُ جنديٍ سهر على الحدود، وأمٌ صبورة خبّأت قلقها بين جدران قلبها، وابتسمت حين عاد ابنها يحمل وسام الوطن على صدره.
وطنٌ صامد رغم الجراح
كم مرةً تهشّمت الأحلام على أسوار الواقع؟ وكم مرةً وقف الأردن كالصخر، لا تُرعبه الأعاصير ولا تهزه المؤامرات؟ في محيطٍ ملتهب، ووسط تحديات قاسية، ظلّ الأردن نموذجًا في الحكمة والاعتدال، يُعلّم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الاستقلال ليس ورقةً موقّعة بل روحٌ تُورّث.
الراية التي لا تنكسر
في عيد الاستقلال الـ79، نرفع رايتنا عالياً، لا لنعلن فقط أننا أحرار، بل لنقول: نحن أبناء هذا التراب، حماة نهر الأردن، وسهول حوران، وصخور الكرك، ووديان معان. نُقسم أن نبقى أوفياء، وأن نستمر في حمل الحلم الأردني جيلاً بعد جيل.
ختامًا..الاستقلال، هو وعدٌ نُجدده بأن نحفظ هذا الوطن كما حفظه الآباء، وأن نمضي بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حاملين معنا وصايا من غابوا في سبيل أن نبقى.. رحم الله من ضحّى لأجلنا، وحمى الله الأردن، وطنًا للكرامة، وموطنًا للشموخ.