عروبة الإخباري –
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى استقلالها، ذلك اليوم المجيد من عام 1946، والذي ارتفعت فيه راية الأردن عالية، معلنة ميلاد دولة عربية حرة ذات سيادة، بقيادة الهاشميين الذين حملوا لواء النهضة والبناء، وكرّسوا أنفسهم لخدمة الوطن والأمة.
فالذكرى التاسعة والسبعون للاستقلال ليست حدث تاريخي يُستذكر، بل هي قصة نضال ووفاء، كتبتها دماء الشهداء، وجهود المخلصين من أبناء الأردن، الذين التفّوا حول قيادتهم الحكيمة، فكانت النتيجة دولة عصرية، ثابتة الأركان، ذات حضور إقليمي ودولي، تقف اليوم شامخة رغم كل التحديات.
ومنذ لحظة الاستقلال، أدركت القيادة الهاشمية أن بناء الدولة لا يكتمل إلا بترسيخ مؤسساتها الدستورية، وفي مقدمتها البرلمان، الذي يمثل صوت الشعب ومرآة تطلعاته. فقد شهدت الحياة البرلمانية الأردنية تطورًا ملحوظًا، بدءًا من المجلس التشريعي الأول، مرورًا بتعديل الدستور عام 1952، والذي منح البرلمان صلاحيات أوسع، ورسّخ مبدأ الفصل بين السلطات، وأكّد على التعددية السياسية وحرية التعبير.
ومع مرور العقود، تطورت التجربة البرلمانية لتواكب متغيرات العصر وتحدياته، فتم إنشاء مجلس الأعيان إلى جانب مجلس النواب، لضمان توازن تشريعي حكيم. وكما أُجريت تعديلات دستورية متتالية عززت من دور البرلمان الرقابي والتشريعي، وأسهمت في تمكين الشباب والمرأة، وإشراكهم في صنع القرار الوطني.
واليوم، وبعد 79 عامًا من الاستقلال، يقف الأردن نموذجًا في الاعتدال السياسي، والإصلاح التدريجي، والتوازن بين الحرية والمسؤولية. ويُعد البرلمان الأردني شاهدًا حيًا على تطور الدولة المدنية، وتجذر الديمقراطية، وتنامي الوعي الشعبي بدوره في بناء وطن مزدهر.
إنها لحظة فخر ووفاء، نستلهم فيها من الماضي قوة للمستقبل، ونجدد فيها عهد الولاء للوطن وقيادته الهاشمية، التي أثبتت، عبر كل المنعطفات، أنها على العهد باقية، لا تحيد عن نهج العدل والكرامة والاستقرار.
عاش الأردن حرًا أبيًا، في ظل راية الهاشميين، وعاشت ذكراه التاسعة والسبعون للاستقلال عنوانًا للفخر والعزّة.