عروبة الإخباري –
برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، كرّمت “أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام” الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمنحه جائزة “صناع السلام”، خلال احتفال أقيم في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط – الإدارة العامة، على طريق المطار، تقديرًا لدوره البارز في دعم المصالحة اللبنانية – الفلسطينية وتعزيز الاستقرار.
شهد الحفل حضور شخصيات رفيعة في مقدمتها رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته الإعلامية سحر بعاصيري، إلى جانب الرؤساء أمين الجميل، ميشال سليمان، وتمام سلام، ونائب رئيس الحكومة طارق متري، والوزيرين جو عيسى الخوري ولورا لحود، والسفير السعودي وليد البخاري، والنائب وضاح الصادق، إضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية.
الجميل: نُكرّم ضمير القضية الفلسطينية
استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم الوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء غزة، تلاه الرئيس أمين الجميل بكلمة مؤثرة قال فيها:
“نُكرّم اليوم الرئيس محمود عباس، لا بصفته رئيس دولة فلسطين فحسب، بل كصوت عقل وضمير حي لقضية فلسطين وسط ضجيج العنف والشعارات. لقد آمن بالسلام الممكن رغم صعوباته، وبالكرامة الوطنية رغم التحديات”.
ورأى الجميل في التكريم رمزية عميقة، إذ يجمع بين الرئيس عباس والسيد الراحل هاني فحص رؤية إنسانية رحبة وإيمانًا بالحوار كسبيل وحيد نحو مستقبل مشرّف. وأضاف: “الرئيس عباس لم ينجرف إلى مغامرات أو مساومات، بل حافظ على علاقة متوازنة مع الدولة اللبنانية، وساهم في تنظيم العلاقة اللبنانية – الفلسطينية بما يخدم مصلحة الشعبين”.
وتحدث الجميل عن محطات عديدة سعى فيها لتعزيز التواصل مع منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدًا أن علاقته بالقضية الفلسطينية كانت دومًا مبنية على الإيمان بضرورة التفاهم السياسي لا المواجهة المسلحة، مختتمًا كلمته بتقدير عالٍ لعباس، ولأكاديمية هاني فحص على مبادرتها النبيلة.
سلام: هاني فحص رسم طريق المصالحة الشجاعة
من جهته، تحدّث الرئيس نواف سلام عن مسيرة السيد هاني فحص، واصفًا إياه بالمفكر الذي أدرك مبكرًا أهمية المصالحة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين الوطنية والطائفية، والعروبة واللبنانية.
وأشار إلى أن الحوار بالنسبة لفحص لم يكن شكليًا، بل جوهريًا، قائلاً: “سلك طريق المصالحة الحقيقية، مدفوعًا بالنقد الذاتي والصدق، ومهّد لإعلان فلسطين في لبنان، ليشق درب الشفاء من الجراح”. وأضاف: “في هذا الإطار، نلتقي اليوم لنكرّم الرئيس عباس الذي حافظ على نهج السلام وصون العلاقة بين لبنان وفلسطين”.
عباس: نكرّم الإنسان والمفكر هاني فحص… ونجدّد التزامنا بالسلام
تسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجائزة، وعبّر في كلمته عن اعتزازه بهذا التكريم الذي يحمل اسم السيد هاني فحص، “الإنسان، والمفكر، والصديق”، مشيدًا بمواقفه النبيلة التي كانت صوتًا للحوار والانفتاح والدفاع عن فلسطين.
وشدد عباس على أن الشعب الفلسطيني في لبنان هو “ضيف مؤقت”، وأن المخيمات يجب أن تبقى تحت سيادة الدولة اللبنانية، مؤكدًا رفضه لأي وجود مسلح خارج الشرعية في لبنان أو فلسطين، ومعربًا عن دعم السلطة الفلسطينية لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.
وأكد أن أولويته اليوم هي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة، وإدخال المساعدات، ومن ثم العمل على إعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية في غزة والضفة والقدس، تحت قيادة واحدة وسلاح شرعي واحد.
كما جدّد دعوته للمجتمع الدولي لرفع الحصار عن غزة، ودعم إعادة الإعمار، والانخراط في عملية سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كلمة مصطفى فحص: “مصالحة تليق بالكبار”
وألقى مصطفى فحص، نجل السيد هاني فحص، كلمة باسم الأكاديمية، قال فيها إن المصالحة التي نشهدها اليوم بين الرئيسين عباس والجميل، “ترتقي إلى مصالحة الشجعان”، وهي تتطلب مراجعة وشجاعة في الاعتذار، ومهارة في نسج الأمل من الألم.
واختتم كلمته قائلاً: “لبنان وفلسطين، كما كان يؤمن السيد هاني فحص، هما حلم عربي واحد، وقيام الدولة في كليهما هو الحلم الذي لا يحتمل التأجيل”.



