عروبة الإخباري –
شهدت انتخابات بلدية بيروت بتاريخ 18 أيار 2025 تنافسًا بين لائحتين: لائحة “بيروت بتجمعنا” (رقم 1): ضمّت تحالفًا واسعًا من القوى التقليدية، أبرزها القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، حزب الكتائب، حزب الطاشناق، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش)، والثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل). وقد ترأسها إبراهيم زيدان، المحسوب على النائب فؤاد مخزومي.
لائحة “ائتلاف بيروت مدينتي 2025” (رقم 2): ضمّت مرشحين من المجتمع المدني، ونقابيين، وأكاديميين، بدعم من نواب التغيير مثل بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة صليبا، وغيرهم.
النتائج التفصيلية:
“بيروت بتجمعنا” فازت بـ 15 مقعدًا من أصل 24.
“بيروت مدينتي 2025” نالت 9 مقاعد.
ورغم أن لائحة السلطة التقليدية فازت بالأغلبية، إلا أن لائحة التغيير حققت اختراقًا نوعيًا من حيث عدد الأصوات وحجم التفاعل الشعبي.
الأرقام الأبرز:
العميد محمود الجمل (الإسلاميون): 1,040 صوتًا – فائز.
إبراهيم زيدان (مقرّب من مخزومي): 1,044 صوتًا – فائز.
سيرج ملكونيان (الطاشناق): 1,993 صوتًا – أعلى رقم – فائز.
واهرام بارسوميان (الطاشناق): 1,479 صوتًا – فائز.
عماد فقيه (الأحباش): 1,910 صوتًا – فائز.
جمانة الحلبي (بيروت بتحبك): 640 صوتًا – فائزة.
رامي الغاوي: 920 صوتًا – فائز.
تيدي بطحيش: 1,454 صوتًا – فائز.
الخروقات المسجّلة:
خروقات متكرّرة للصمت الانتخابي.
استعمال المال السياسي والنفوذ البلدي.
ترهيب وترغيب الناخبين بطرق مباشرة وغير مباشرة.
تقرير الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (LADE):
رصدت الجمعية سلسلة من الانتهاكات خلال الانتخابات البلدية في بيروت والشمال، وجاء في تقريرها الأولي أن:
“العملية الانتخابية لم تخلُ من الضغوط السياسية والطائفية، وشراء الأصوات، إضافة إلى تقاعس الجهات الرسمية عن التدخّل لضمان الشفافية والنزاهة. وقد لوحظ غياب فعّال للرقابة على خروقات الصمت الانتخابي، إلى جانب استعمال الموارد العامة لخدمة مصالح بعض المرشحين.”
وخلصت الجمعية إلى أن الاستحقاق البلدي عكس أزمة عميقة في بنية النظام الانتخابي، داعيةً إلى مراجعة شاملة للقانون البلدي وتفعيل الرقابة المستقلة.
الشمال: تحالفات غير مألوفة ونتائج متقلّبة
شهدت محافظتا الشمال وعكار تحالفات غير تقليدية:
في البترون: لائحة جمعت التيار الوطني الحر، القوات، الكتائب، والمردة، فازت بـ 12 من 15 مقعدًا.
في زغرتا: فاز تحالف القوات مع حركة الاستقلال بـ 10 مقاعد مقابل 5 مقاعد لتحالف التيار والمردة.
الخروقات شمالاً:
شراء أصوات علني وفاضح.
ضغوط طائفية وسياسية.
تعطيل مقصود لبعض الأقلام.
من 2005 إلى 2025: انقلاب في موازين التحالفات
في عام 2005، تحالفت الأحزاب مع حزب الله بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووفّرت له شرعية حالت دون محاسبته.
أما اليوم، فإن المشهد انقلب رأسًا على عقب: لم يعد الحزب يحتاج تغطية الأحزاب، بل أصبحت هذه الأحزاب تستجدي التحالف معه لضمان بقائها في المشهد.
الانتخابات البلدية كانت اختبارًا حاسمًا: بيروت لم تصوّت فقط لبلديتها، بل صوّتت لهويتها، لحقها في القرار، ولمستقبل بعيد عن التبعية الطائفية.