الاحتلال الصهيوني هو الجريمة الأصلية، ومن يزرع الدم والخراب لا بد وأن يحصد الغضب

تعقيبا على تصريحات وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، والتي اتهم فيها قادة دول ومنظمات أوروبية بالتحريض على “معاداة السامية”، واعتبر عملية إطلاق النار قرب المتحف اليهودي في واشنطن نتيجة لهذا التحريض، تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن هذه التصريحات ليست سوى محاولة مكشوفة للهروب من حقيقة الواقع الدموي الذي صنعته حكومته، وإعادة تدوير الأكاذيب الصهيونية التي باتت مفضوحة أمام الرأي العام العالمي.

إن حادثة واشنطن – بغض النظر عن ملابساتها – لا يمكن فصلها عن حالة الغضب الشعبي العالمي المتصاعدة تجاه الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة مفتوحة منذ أكثر من 600 يوم. هذه الجرائم التي ارتكبت بدعم أمريكي مباشر، عسكرياً وسياسياً، وبتواطؤ دولي مريب، هي التي تفجر ردود الفعل، وتغلق أبواب الدبلوماسية، وتقوض ثقة الشعوب بالقانون الدولي ومؤسساته العاجزة.

تصريحات ساعر لا تعكس سوى حالة إنكار تام لحقيقة أن حكومته تمثل اليوم النموذج الأوضح للعنصرية والتطهير العرقي والانفلات من المساءلة، وإن إقحام “معاداة السامية” في كل نقاش ما هو إلا استخدام رخيص لابتزاز العالم وإسكات الأصوات الحرة، في وقت بات فيه الاحتلال هو من يشكل تهديداً وجودياً للأمن والسلم الدوليين.

بدلا من توجيه الاتهامات للدول والشعوب التي ترفض التواطؤ مع الجريمة، على ساعر وحكومته أن يعوا أن العالم بدأ ينهض ليرى الحقيقة كما هي: دولة احتلال ترتكب المجازر جهاراً وتتهم الضحايا والمناصرين لهم بالإرهاب.

إن الجبهة العربية الفلسطينية تجدد تأكيدها أن الاحتلال الصهيوني هو الجريمة الأصلية، وكل ما يتفرع عنه من عنف وفوضى وعدم استقرار ما هو إلا نتيجة مباشرة لهذا الظلم التاريخي المستمر. ومن يزرع الدم والخراب لا بد أن يحصد الغضب.