عروبة الإخباري –
لا يمكن المرور على ما خطّته الإعلامية رُلى السماعين دون التوقف مطوّلًا أمام قيمة الكلمة التي تسكبها، وجمال المعنى الذي تنسجه، وصدق الرسالة التي تحملها، ففي زمنٍ قد تغلب فيه العناوين الصاخبة والصور المستهلكة، تبرز السماعين كحالة إعلامية فريدة، تقدم نموذجًا نقيًّا، يحمل نبض الوطن ودفء الانتماء وعمق الرواية.
لم تكن كلماتها مجرد تدوينة عابرة، بل قطعة أدبية أصيلة، لامست من خلالها وجدان الأردنيين، وجسّدت روح الانتماء بكثير من الحرفية والذوق. بأسلوبها المتزن وقدرتها على الغوص في جوهر الشخصيات، قدّمت رُلى حكايات نابضة بالقيم، بعيدة عن السطحية، مفعمة بالصدق والإحساس.
إعلام بروح الإنسان
في حديثها عن الباشا عماد المعايعة، لم تكتفِ بتوثيق محطات خدمته العسكرية، بل رسمت ملامح الإنسان الجندي، الذي ينضح بالشرف والتفاني والتضحية الصامتة. بأسلوبٍ يحترم القارئ ويكرّم الشخصية، جسّدت السماعين معنى الإعلام المسؤول الذي يمنح التقدير لمن يستحقه، دون مبالغة أو افتعال.
أما لقاؤها مع سيادة المطران إياد طوال، فجاء بلغة تنبع من القلب والعقل معًا، التقطت فيه لحظة إنسانية نادرة، تجاوزت وصف الحدث إلى التعبير عن تلاقي الفكر والروح، والإيمان والاعتدال. جاءت كلماتها كمناجاة سامية، تكشف عن ثقافة واسعة، وحسّ إنساني راقٍ، وقدرة على احتواء التنوع الأردني برؤية جامعة.
الإعلامية، رُلى السماعين إعلامية تنقل الحدث، بل هي حاملة لرسالة وطنية، تنبض بالوعي، وتشعّ بأصالة الحرف ونُبل الغاية. حضورها يسبق الصورة، ويتجاوز الميكروفون، لتصبح صوتًا صادقًا يخاطب الضمير، ويكتب للتاريخ، ويترجم القيم إلى مواقف حية.
وبدون أدنى شك، أن ما يُحسب لها بحق، أنها لم تسعَ يومًا إلى مجدٍ عابر أو شهرة مصطنعة، بل اختارت طريقًا قوامه الاحترام، ومساره المسؤولية، ومنهجه المصداقية. كل كلمة تخطّها تزنها بميزان الوعي، وكل لقاء توثقه يحمل في طياته بُعدًا وطنيًا وإنسانيًا لا يُنسى.
تحية تقدير تليق بكِ، رُلى السماعين، وأنت تمضين بخطى واثقة على درب الإعلام النزيه، تحفرين في ذاكرة الوطن محطات من نور، وتكتبين بحبر المحبة أجمل فصول الانتماء. لأنك ببساطة، لا تروين الحكاية فقط، بل تمنحينها الحياة… فأنت ابنة الأردن، التي تكتب بحبّ لا يشيخ، وبحسّ لا يُخطئ.