عروبة الإخباري –
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، نحتفل في المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى الاستقلال المجيد، اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية على ثرى الوطن، معلنةً انتهاء الانتداب البريطاني في عام 1946، وبداية عهد جديد لدولة عربية هاشمية ذات سيادة، يقودها الهاشميون بحكمةٍ وعزم.
لقد شكّل الاستقلال ثمرة نضال طويل، خاضه الأردنيون بقيادة الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، الذي وضع أسس الدولة الحديثة، وأرسى قيم العدل والحرية والكرامة، مؤمنًا بأن المسؤولية تبدأ من خدمة الوطن والإنسان، حيث قال:
“إن أمانة المسؤولية تقتضي منا أن نكرّس كل قوانا لخدمة هذا الوطن العزيز، وبناء مستقبله على أسس من العدل والحرية والاستقلال.”
كما عبّر طيب الله ثراه عن رؤيته لمستقبل الأردن قائلاً:
“إني أريد أن أرى في وطني شبابًا واعيًا، مثقفًا، مخلصًا، يبني ولا يهدم، يعمل ولا يتكاسل، يؤثِر المصلحة العامة على الخاصة.”
بعد استشهاده، تولّى الراية من بعده جلالة الملك الحسين بن طلال، الذي استمر في تعزيز أركان الاستقلال، وبناء الأردن الحديث في ظلّ تحديات جسام، واضعًا الإنسان في مقدّمة الأولويات، إذ قال:
“الإنسان أغلى ما نملك… ومن أجله نعمل، وبهمته نبني، ومن عزيمته ننهض.”
لقد تحققت في عهد الحسين إنجازات عظيمة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والسياسة الخارجية، حتى غدا الأردن نموذجًا في الاعتدال والاحترام والتقدم.
واليوم، يسير الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، على خطى من سبقوه، محافظًا على الاستقلال بمضمونه الحقيقي، القائم على السيادة والكرامة الوطنية، والاستمرار في البناء والتحديث، رغم كل التحديات الإقليمية والدولية.
وفي الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، نجدّد العهد والولاء للوطن وقيادته الهاشمية، ونؤكد أن راية الأردن ستظل خفاقة بالعزّ والمجد، وأننا سنبقى كما أردنا الملك المؤسس:
“نحن أمة عربية واحدة، يجمعنا الدين والتاريخ والمصير المشترك، ولا بد أن نوحّد صفوفنا وننأى بأنفسنا عن التفرقة والخلاف.”
كل عام والأردن بألف خير
ودام عزّك يا وطن، ودامت رايتك خفاقة في سماء المجد