عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
كالعادة، أكدت القمة الرفض القاطع لكل أشكال التهجير والنزوح الفلسطيني، وهذا الأمر تقول به أكثر من خمسين دولة في الأمم المتحدة، فما هي الاضافة العربية هنا طالما ان المسألة لا تتعدى القول؟
“مناشدة المجتمع الدولي” أيّ استعمال صيغة “هم” بدل صيغة نحن، فماذا سيفعل المجتمع الدولي، إذا لم يفعل المناشدون شيئاً؟
والى متى ستسمر المناشدة؟ وهذه القمة الثالثة بعد السابع من اكتوبر، فهل سيختلف مصيرها عما سبقها من قمم؟
لماذا غاب العديد من الزعماء عن القمة؟ هذا السؤال يحتاج الى إجابة، هل لأنها لن تاتي بجديد؟ أم لالتزامات مسبقة اهم؟ أم لأن القمة الخليجية مع ترامب اجهضت ما يمكن ان تاتي به قمة بغداد؟
لم يُقصر العراقيون والذين ذهبوا الى بغداد، ذهبوا بنية صافية، علّهم يجدوا في القمة منافع لهم؟ ان يتقون نقد شعوبهم من العرب؟
عادت القمة، فطالبت المجتمع بانفاذ قرارات مجلس الأمن بشأن العدوان؟ ونحن نعرف أن المجتمع الدولي ظل يطالب بذلك منذ عام 1967، حين وقع العدوان الاسرائيلي وحتى اليوم، وحتى قبل ذلك.. منذ عام 1948، والجديد هو موقع العدوان الذي يتغير، فهذه المرة أصبح مطلوباً رفع العدوان عن غزة ومن قبل عن الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في القدس والضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان، وإذا لم يفتح العرب المعابر بأي شكل من الأشكال الممكنة لانقاذ أطفال غزة وسكانها من الابادة الجماعية بالجوع، فمن الذي سيقوم بذلك؟ والتأكيد على دعم الحقوق الفلسطينية، كيف؟
كيف يكون دعم الحقوق وابسطها في الحياة والمال والغذاء، لا يصل، ?من الذي يستطيع إعادة الحياة للمنظمات الدولية مثل وكالة الغوث وغيرها من أدوات الامم المتحدة لدورها؟ وهل بحثت القمم العربية في الرياض وبغداد ذلك؟ وهل تحدثت عن آليات الاحياء للدعم أم أن الصيغة بقيت في إطار المناشدة، والدعوة وبرسم من يرغب؟
قد يكون الموضوع السوري هو الأكثر استفادة من قررات القمم الاخيرة في الرياض وبغداد، ومع ذلك ما زال الأمر بحاجة الى كثير من العمل كما اكد الموقف الأردني إزاء سوريا والذي إمتدحه السوريون وقدروه.
فبالرغم من أن الريئس ترامب جمّد قرارات مقاطعة سوريا ولم يلغها، الاّ ان ذلك يحتاج الى آليات جديدة تمكن سوريا من استعمالها بدعم عربي، فسوريا أيضاً بحاجة الى اعمار كبير ومكلف،فكيف ستحصل على ذلك؟
والموقف من السودان تاخر كثيراً، وما زالت نفس العبارات تتلى وما زال التدخل الإقليمي في السودان قائماً ويسبب الكثير من المشاكل.
القمة سقفها هو “الحوار والتضامن والتنمية”، وهي مفردات لا علاقة لها البتة (باعدوالهم) والحوار تقرره المصالح المرعية في القمة والتضامن، هو ما نراه وليس ما نتمناه، وسقف القمة هنا، لا يعدو أن يكون علاج المرض المستعصي بدواء عادي.
القمة الرابعة والثلاثين لم تحدث اختراقاً، واكتفت ببيان يرضي الجميع، التشخيص رائع، إن التحديات الخطرة التي تواجه المنطقة العربية، تستلزم العمل المشترك لتجاوزها.
فما هي الروشيتة التي كتبت للعلاج؟ وهل هذا العلاج كافٍ للخروج من جملة الأمراض المستعصية؟
تشخيص الرئيس السيسي واضح، (الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة تهدف الى انهاء وجودها في غزة، فما هو الرد؟ وما هو الحل؟ وهل مناشدة ترامب كافية للحل؟ (فيك الخصام وانت الخصم والحكم ).
الرئيس عباس دعى حماس لاخلاء سيطرتها عن غزة وتسليم سلاحها الى السلطة، ودعى الى دولة فلسطينية، قال أن اسرائيل بأعمالها تقوضها، فكيف ستقوم هذه الدولة؟ وأين في وسط هذا الاستيطان المرعب؟
لبنان على لسان نواف سلام، رئيس الوزراء، جاهز لتنفيذ القرار الدولي (1701) واسرائيل غير جاهزة ويريد ضغطاً عليها، الجميع يريد الضغط على اسرائيل، فهل ضغط العرب عليها أولاً بما يكفي لتبرير مطالبهم من العالم؟
الأردن ما زال موقفه في سقف المحددات التي حددها الملك عبد الله، ثابتاً، وهو موقف واضح يتمسك به الأردن ويحافظ عليه برغم الضغوط المستمرة، فالأردن يدعو الى “حل الدولتين” دون أي تراجع أو مساومة، وهو يرفض التهجير الفلسطيني من غزة الى الضفة، قال ذلك واعتبره خطاً أحمراً، ومارس دعوته في المحافل الدولية وجند لها سياسياً، وغياب الملك عن القمة لا يعني أن الأردن يستخف بأي قرارات أو دعوات، ولكن الأردن مشتبك تماماً في دبلوماسية فاعلة مع المجتمع الدولي، لكسب المزيد من مواقفه المنسجمة مع الموقف الأردني.
والأردن ماض في موقفه سواء اتخذت القمم العربي قرارات مناسبة يريدها او لم تتخذ، فقد أبلغ موقفه القمم التي انعقدت بشكل واضح سواء شارك على مستوى رئيس الوزراء جعفر حسان ووزير الخارجية أيمن الصفدي، القمة العربية رحبت بالأفكار الأردنية واعتمدتها واعتبرتها الأنجح والتي يمكن البناء عليها، والله المستعان.