عروبة الإخباري –
تعقيباً على إعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو السماح بإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، وفي ضوء تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها أن إسرائيل ستواصل سيطرتها الكاملة على القطاع، بالتوازي مع تهديدات وزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش بتدمير كل ما تبقى من غزة، فإن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن ما يجري هو مناورة سياسية رخيصة هدفها إخفاء حقيقة الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
لقد بات واضحاً من تصريحات نتنياهو، حين قال إن “تحقيق النصر يتطلب تجنب المجاعة لأن العالم لن يدعمنا إذا بلغنا هذه النقطة”، أن الهدف من إدخال كميات محدودة من المساعدات ليس التخفيف من معاناة أهلنا، بل إدارة المجاعة وليس إنهاءها، والتحايل على المجتمع الدولي والرأي العام العالمي الغاضب، بهدف إطالة أمد العدوان وامتصاص الضغوط السياسية دون تغيير جوهري في طبيعة الجريمة المستمرة.
أما تهديدات سموتريتش بـ”تدمير كل ما تبقى من غزة” فهي تصريح صريح بنوايا الإبادة الشاملة والتطهير العرقي، تؤكد أن الاحتلال لا يرى في غزة سوى ساحة مفتوحة للقتل والتدمير، وأن الحديث عن إدخال مساعدات لا يخرج عن كونه ستارا دخانيا للتغطية على مشروع إحلالي خطير يستهدف اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تدين بشدة هذه التصريحات الوقحة والعنصرية التي تؤكد أن حكومة الاحتلال تواصل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل ممنهج ومعلن، وترى أن الموقف الدولي المتخاذل هو ما يمنح هذه الحكومة الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمها.
وعليه، نؤكد أن ما يحتاجه شعبنا في غزة ليس “منة” على شكل شاحنة أو تصريح، بل رفع شامل وفوري للحصار الظالم، ووقف كامل للعدوان، ومحاسبة مجرمي الحرب الذين يقودون هذه الحكومة الإجرامية. كما نجدد مطالبتنا بفتح كافة المعابر دون قيود، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية والطبية والوقود دون تدخل من الاحتلال، وبإشراف دولي فاعل يضمن إيصالها إلى مستحقيها.
ندعو الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل شعوب وأحرار العالم، إلى عدم الاكتفاء بإدانات شكلية، والتحرك الجاد لوضع حد لهذه الحرب الإبادية، وإنقاذ شعبنا من كارثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.