عروبة الإخباري-
حين يكون الحضور القانوني مدعومًا برؤية معرفية، وعندما تُصاغ المفاهيم المعقدة بلغة الناس، وعندما يتحوّل المحامي إلى منصّة توعية لا تقلّ أثرًا عن الجامعات أو المنابر الإعلامية… عندها فقط يمكن الحديث عن شخصية بمستوى المحامي عزّ الدين جمال الفقيه.
فليس من السهل أن يخترق محامٍ عربي – وأردني على وجه التحديد – المشهد الإعلامي العالمي، ليحظى بتقدير صحيفة أمريكية بحجم Wall Street Times، ولكن عزّ الدين لم يصل إلى هناك صدفة، بل عبر مسيرة متقنة بُنيت على الكفاءة، والالتزام، والجرأة في إعادة تعريف دور المحامي في العصر الرقمي.
إنه أكثر من محامٍ، وأكثر من مؤثر رقمي. هو صاحب رسالة قانونية وإنسانية تتجاوز حدود المهنة، وتخاطب الضمير المجتمعي قبل أن تخاطب النصوص والتشريعات. استطاع أن يحوّل القانون من علم جامد إلى أداة تمكين، وأن يجعل من حساباته منصّات تثقيف حقيقية تحاكي الواقع وتخدم الناس.
من عمّان إلى العالم
وُلد عزّ الدين على أرض الأردن، وتربّى في بيئة تُقدّر الحوار وتؤمن بحلّ النزاعات، مستلهمًا من والده الذي كان شخصية مرموقة في مجال الإصلاح المجتمعي. منذ سنوات دراسته الأولى، أظهر نبوغًا في القيادة والفكر النقدي، حتى غدا قائدًا طلابيًا بارزًا يحمل في داخله بذور التغيير.
في عام 2019، بدأ مسيرته القانونية رسميًا تحت مظلة نقابة المحامين الأردنيين، وما لبث أن أسس مكتبه الخاص “الفقيه للمحاماة”، واضعًا نصب عينيه تقديم خدمات قانونية واستشارية وتحكيمية بمعايير دولية، تتجاوز الحواجز الجغرافية وتلبي احتياجات الأفراد والمؤسسات في الداخل والخارج.
القانون بلغة الناس
تميز عزّ الدين بنهج مختلف وغير تقليدي؛ فقد اختار أن لا يحصر رسالته في جدران المحكمة أو مكاتب المحاماة، بل توجه إلى المنصات الرقمية ليخاطب الناس بلغتهم، يبسط المفاهيم القانونية، ويزرع الوعي القانوني في المجتمع بأسلوب جذاب وسلس.
يقدّم عبر حساباته محتوى قانونيًا يوميًا يلامس قضايا الناس الحقيقية: من حقوق المستهلك إلى قوانين العمل، ومن العقوبات إلى المعاملات، بأسلوب يزاوج بين المعلومة القانونية الدقيقة، والطريقة المرنة التي تصل إلى المتلقي ببساطة واحتراف.
أثرٌ يتجاوز التوقعات
حظي عزّ الدين بتفاعل واسع واعتراف مجتمعي ملموس. فقد استُضيف على قنوات تلفزيونية وإذاعات عربية ودولية، وكان صوتًا حقوقيًا هادئًا وموثوقًا. وامتدّ أثره إلى الشباب والطلبة وحتى العاملين في القطاع القانوني، الذين وجدوا في طرحه أسلوبًا ملهمًا ومصدرًا معرفيًا لا غنى عنه.
ورغم صغر سنه، فإن ما حققه من تأثير يفوق ما بلغه كثير من المحامين في عقود. لقد أعاد الاعتبار لفكرة أن المحامي ليس فقط من يدافع، بل من يثقف ويمنع الجهل قبل أن يُعالج الخطأ.
نظرة نحو المستقبل
لا يتوقف طموح عزّ الدين عند ما تحقق. رؤيته للمستقبل تشمل توسيع مكتبه على مستوى إقليمي ودولي، إلى جانب تطوير برامج تعليمية رقمية متقدمة، وبناء مجتمع قانوني إلكتروني واعٍ يضم نخبة من الشباب وصناع القرار والمهتمين بالحقوق.
يحلم بتأسيس بيئة معرفية عربية، حيث يكون القانون متاحًا ومفهومًا لكل فرد، ويكون الوعي بالحقوق والواجبات جزءًا أساسيًا من حياة الناس، وليس ترفًا نخبويًا.
صوت عربي يُحترم عالميًا
إن إشادة صحيفة Wall Street Times بعزّ الدين جمال الفقيه لم تكن فقط تكريمًا لشخصه، بل كانت إشارة إلى أن العالم أصبح يصغي اليوم إلى الأصوات التي تصنع الفرق بصدق، حتى وإن جاءت من قلب الشرق.
في زمن التحولات، نحتاج إلى نماذج تُلهمنا، تُعلّمنا، وتدفعنا للأمام. وعزّ الدين، بلا شك، هو أحد هذه النماذج التي تستحق أن تُحتذى.