عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
كان عرساً سعودياً بامتياز وهذا الحضور الأمريكي الدافق الذي حضرته العشائر والقبائل الاقتصادية الأمريكية، ويكاد لم يتخلف منها أحداً، وقد جاءوا ليشهدوا منافع لهم.
فقد بلغت الصفقات المليارية الممليرة، وبدأت الأرقام تصعد لتصل الى التريليونات في نهاية العرس.
والسؤال، هل تستطيع المملكة العربية السعودية في عرس اميرها المميز أن تاخذ الولايات المتحدة الامريكية من الحضن الاسرائيلي؟
بعد أن أثبت نتنياهو عدم قدرته على إدارة العلاقات الأمريكية الاسرائيلية كما يجب، وإذا كانت تستطيع خاصة اليوم في القمة الخليجية الأمريكية التي يأتيها الخليجيون من كل حدب وصوب وفج وقد حملوا كل ما لديهم ليعيدوا بذلك علاقات جديدة.
ترامب وقد يتسائل الآن وسط هذه المعمعة، ما لنا وللزواج الكاثوليكي ونحن ببروتستانت من اسرائيل التي أصبحت مملة وعبئاً علينا، تأخذ ولا تعطي، وتتعامل بعدم احترام على طريقة “قاعد في حضني وبنتف في ذقني”،
اليوم سيحصد ترامب ما شاء من موسم خصب وسيشارك الأمريكيون على مختلف تجاهاتهم ديمقراطيين وجمهوريين، مثبتا بذلك أنه الأقدر على الحصاد وجلب المال والاقناع بسياساته.
ترامب يعيش لحظات من الزهو وقد تكون كافية أم يمد أصبعه أكثر في وجه اسرائيل التي لم تعد تؤدي دورها الاميركي كما يجب، وأصبحت أميل الى التمرد على السياسيات الأمريكية التقليدية.
فهل بدأت مرحلة “فرك الاذن الاسرائيلية” ؟
وهل تنتبه الأم الاسرائيلية الجالسة في المطبخ الأمريكي في واشنطن أن إبنتها الجالسة في الشرق الأوسط قد زادتها وحرقت بصلتها، وانه يجب الآخذ على يدها ووقف تداعيات ما تفعل قبل فوات الأوان.
ترامب ما زال يصفع نتنياهو، فقد صفعه بالمباحثات الايرانية الاميركية وبالاتفاق مع اليمن، ورفع الحظر عن سوريا وبارسال رسائل جديدة الى اوكرانيا والى اوروبا، التي رأت أن ترامب قد سبقها، وانها تأخرت وإن عليها أن تلحق السوق لتتسوق.
نتنياهو أصبح مثل “منتوف الريش” مكتفياً بالعواء ومحاولا أن يقول إنه ما زال هنا، في غزة يقصف ويجوّع ويقتل، فهل يستمر في ذلك؟ وهل يقع الخرق المفاجئ لسياساته وتتدفق المساعدات الى غزة بشكل مفاجئ وقد خف الخوف العربي واصبح ممكناً تقديم المساعدات، حتى وإن غضبت اسرائيل؟؟
أمس كسرت الهيبة الاسرائيلية وما كانت الولايات المتحدة تبحث عنه منذ نشأة اسرائيل وجدته عند غيرها، في السعودية ودول الخليج وعند العرب، الذين جاؤوا طائعين ملبين، وقدموا بقناعة وطيبة نفس كل ما يملكون، وهو أمر لم تكن اسرائيل من قبل لتسمح به
أي أن الحركة الصهيونية صانعة اسرائيل ظلت دائماً تراهن على خلاف عربي امريكي يحدث مسافة بعيدة بين العرب وأمريكا، ويجعل اسرائيل هي المحظية الأولى بالعلاقة.
والآن هل سيجد ترامب راحة أكثر في الفراش العربي وتتسّع دائرة الهجر الاسرئيلية، ويعمل العرب على توسيع الفجوة الأمريكية الاسرائيلية ويقنعوا ترامب أنهم الأفضل والأقدر على مساعدته والأكثر سلاسة في التعامل معه، وأنهم طوع يديه من يده اليسرى الى اليمنى، وأن اسرائيل أصبحت مكلفة وكثيرة الطلبات، وأنها أصبحت “ناشز” واستحقت الهجر في المضاجع وفي مواقع أخرى.
نعم أرادها بن سلمان صفقة كبيرة مؤثرة، وهو سيدعو جيرانه الخليجيين ليأخذوا نفس الطريق ويشكلوا الأغلبية في النادي الأمريكي حتى ينالوا معظم الأسهم، فماذا بعد؟
كيف تستطيع المملكة العربية السعودية صرف فائض الرضى الأمريكي الآن وتحويله الى سياسة تنتصر لرؤيتها، قد نجحت في إقناع ترامب بفك الحصار عن سوريا، فماذا عن فلسطين؟ ماذا عن غزة وحصارها؟ هل تغير مواقف ترامب ما كانت اسرائيل قد فرحت به من تصريحات سابقة ومواقف له عن غزة وحصارها؟
ما زال العرس قائماً، وما زال المعازيب شهود وما زالت الدهشة في أوجها، فماذا سننتظر؟
باختصار لم يعد الوهج الاسرائيلي على نفس تأثيره، فقد جاء من يدفع أكثر ومن يستجيب أكثر، وبدأت منزلة اسرائيل تتراجع، فقد فشلت في أكثر من اختبار وأصبحت عبئاً، وقد بدأ التأثير العالمي لها يتناقص وبدأ التذمر من سياساتها يعلو، فهل بدأ مشوار عربي جديد؟ وهل يشكل العرب الآن موقفاً؟ وهل نسمع الجديد في قمة بغداد القادمة؟