عروبة الإخباري –
في زمنٍ كثر فيه الجدل وارتفعت فيه أصوات التشكيك والنَّيل من المؤسسات الوطنية التي تعمل بصدق وإخلاص، تخرج الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لتؤكّد بالعمل لا بالكلام، وبالحقائق لا بالشعارات، أنها في طليعة من يحملون راية العطاء الأردني الأصيل، دون منّة أو ضجيج.
من السهل على البعض أن يُشكّك، أن يتوارى خلف الشاشات ويُطلق الاتهامات المجانية، لكن الأصعب هو أن تكون على الأرض، وسط النار والدمار، تنقل المساعدات، وتطعم الجائع، وتضمد الجراح، وتبني الأمل من تحت الركام. هذا ما تفعله الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية يوميًا، بصمت وعزم، بعيدًا عن الاستعراض، وفي مواجهة ظروف إنسانية قاسية تعصف بأهلنا في قطاع غزة وفلسطين المحتلة.
في ظل العدوان الوحشي الذي لم يترك بشرًا ولا حجرًا، تواصل الهيئة دورها الريادي، ممثلةً أحد أبرز أذرع العطاء الإنساني الأردني، مسخرة إمكانياتها كافة لإغاثة المتضررين، وتقديم الدعم الطبي والغذائي والإيوائي للفئات الأكثر حاجة. إنها مؤسسة لا تنتظر إشادة، ولكن الحق يُقال، والعدل يقتضي الاعتراف بجهودها النوعية التي تعكس الروح الأردنية النبيلة.
ولا يمكن في هذا السياق إلا أن نوجّه الشكر العميق والتقدير الكبير لسعادة أمين عام الهيئة، الباشا حسين الشبلي، الذي يقود هذه الجهود بتفانٍ ومسؤولية، مقدّمًا نموذجًا مشرّفًا للعمل الإنساني المؤسسي الذي يجسد الرؤية الملكية السامية في نصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لا ترد على المشككين بالكلمات، بل تجيبهم بالشاحنات والقوافل، بالمستشفيات الميدانية، وبالقلوب التي تنبض إنسانية. هي صوت الأردن النقي، ورسالة ضمير حيّ، لا تعرف التراجع، ولا تعبأ بالتشويش، لأن العمل الصادق لا يحتاج إلى تبرير، ولا يقف أمامه الزيف طويلًا.