عروبة الإخباري –
طويت صفحة الانتخابات البلدية في لبنان، وفتحت معها صفحة جديدة من الأمل والتطلّع نحو مستقبل أفضل. لقد قال الناس كلمتهم، وأعطوا ثقتهم لمن رأوا فيهم القدرة على التغيير والعمل الجاد. والآن، مع ظهور النتائج، تبدأ المسؤولية الكبرى على عاتق الفائزين: تحويل الوعود إلى أفعال، والطموحات إلى إنجازات.
هذه الانتخابات، رغم كل التحديات، كانت دليلًا على أن روح الديمقراطية ما زالت حيّة في نفوس اللبنانيين. وهي تؤكد أن الناس لا تزال تؤمن بقدرتها على صنع الفرق من خلال صناديق الاقتراع. لذلك، فإنّ المرحلة المقبلة هي فرصة نادرة، لا يجب التفريط بها.
على المجالس البلدية الجديدة أن تبادر فورًا إلى العمل، بثقة وحماسة، مستفيدة من الزخم الشعبي الذي رافق انتخابها. فالبلدية هي الحي، والشارع، والماء، والكهرباء، والمدرسة، والحديقة. وهي القادرة، بجهود بسيطة مدروسة، على تحسين نوعية الحياة للناس.
إن الآمال كبيرة، لكنها ليست مستحيلة. المطلوب:
خطة إنقاذ سريعة للخدمات الأساسية تعيد الثقة بين المواطن والمجلس البلدي.
اعتماد الشفافية والتواصل المباشر مع الناس، لتكون الإدارة البلدية قريبة من هموم الناس وتطلعاتهم.
إطلاق مبادرات شبابية وبيئية واقتصادية تنهض بالمناطق وتفتح فرص عمل جديدة.
بناء شراكات مع المجتمع المدني والقطاع الخاص للاستفادة من كل طاقات المجتمع.
اليوم، الأبواب مفتوحة، والإمكانات موجودة، والإرادة الشعبية واضحة. وكل ذلك يشكّل أرضية صلبة للانطلاق نحو تنمية محلية حقيقية ومستدامة.
ليس المطلوب معجزات، بل خطوات صادقة ومتواصلة، تبدأ من الآن، وتثمر في وقت قريب. فلبنان، برغم الجراح، لا يزال وطنًا حيًّا، نابضًا بالحياة، ينتظر فقط من يؤمن به ويعمل لأجله.
هي فرصة… فلنغتنمها.