انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان أعمال المؤتمر الإقليمي “جسور للسلام والصحة”، والذي يُنظمه معهد العناية بصحة الأسرة – أحد معاهد مؤسسة الملك الحسين، والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – الإقليم العربي، وجامعة الدول العربية، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
يهدف المؤتمر، الممتد على مدار يومين، إلى تسليط الضوء على التقاطع الحيوي بين قضايا المرأة والسلام والأمن والصحة الجنسية والإنجابية، بمشاركة أكثر من 60 ممثلًا من منظمات ومجالس سكانية وجمعيات أهلية من دول عربية متأثرة بالنزاع، منها السودان، فلسطين، اليمن، لبنان، سوريا، والصومال.
اليوم الأول: رؤى استراتيجية وتجارب ميدانية
افتُتح المؤتمر بجلسة ترحيبية شارك فيها ممثلون عن معهد العناية بصحة الأسرة، وجامعة الدول العربية، ووزارة الصحة الأردنية، والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – الإقليم العربي. وأعقبها جلسة خاصة بالشراكة من أجل السلام والصحة، قدّمت خلالها سفيرة القائمة بالأعمال للسفارة اليابانية في عمّان رؤى استراتيجية حول دعم المرأة في سياقات النزاع.
افتتح د. إبراهيم عقل، مدير معهد العناية بصحة الأسرة، أعمال المؤتمر الإقليمي بالتأكيد على أهمية دمج قضايا الصحة الجنسية والإنجابية ضمن أجندة المرأة والسلام والأمن كضرورة استراتيجية في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة. وأعرب عن التزام المعهد بالعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لبناء مستقبل أكثر عدلاً وحماية للنساء والفتيات في المنطقة.
هذا وقد اكدت كلمة الامانة العامة والتي القتها وزير مفوض/ شعاع الدسوقي، مدير ادارة السياسات السكانية (الأمانة الفنية للمجلس العربي للسكان والتنمية)- قطاع الشؤون الاجتماعية على “ان اعلان القاهرة للسكان والتنمية 2013 طالب بتكريس حقوق الانسان بما في ذلك تحقيق الصحة الانجابية، فمفاهيم الصحة الانجابية هي حق انساني اصيل ولكن هذا الحق يتهدد ويتاكل في اوقات النزاعات والازمات؛ فاوضاع النساء في الصراع وما بعد الصراع من اكثر القضايا الانسانية تعقيدا وصعوبة، فهن الاكثر عرضة للانتهاكات الجسيمة والحرمان من حقوقهم الاساسية وتدهور صحتهن نتيجة لتعرض الانظمة الصحية في البلدان الحروب والنزاع المسلح الى انهيار كامل لخدماتها الصحية؛ وايضاً على ضرورة دمج خدمات الصحة الانجابية في خطط الطوارئ الانسانية
وأكدت د. هديل السائح السائئح/ مديرة مديرية صحة المرأة والطفل في وزارة الصحة الأردنية أن الوزارة تضع هذه القضايا على رأس أولوياتها إيماناً منها بأن تمكين النساء وحمايتهن، خاصة في أوقات الازمات والنزاعات، هو الأساس لبناء مجتمعات آمنة وصحية، وتعمل الوزارة حالياً على دمج قضايا المتعلقة بالمرأة وأمنها ضمن استراتيجيات الوزارة لضمان الوصول العادل للخدمات الصحية الشاملة، لا سيما للفئات الأكثر ضعفا.
وقد أكدت الدكتورة فدوى باخدة، المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – الإقليم العربي، في كلمتها الافتتاحية أن:
“الصحة الإنجابية أولوية لا يمكن تأجيلها، خاصة في أوقات الأزمات. لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي دون ضمان الحقوق الصحية للنساء والفتيات. علينا العمل معًا لوضع الصحة الإنجابية في صميم جهودنا للسلام والأمن.”
وساهمت القائمة بأعمال سفارة اليابان توموكو واتانابي ايضاً بافتاح المؤتمر برؤى استراتيجية من اليابان وأكدت على أهمية إدماج الصحة الإنجابية والجنسية ضمن خطط إدارة المخاطر والكوارث.
هذا المؤتمر يشكل محطة محورية نحو تعزيز التعاون الإقليمي وبناء سياسات متكاملة وشاملة تُعنى بحقوق النساء في أوضاع النزاع وما بعدها.
ثم تناولت الجلسة الأولى رؤى عالمية حول تقاطع الصحة الجنسية والإنجابية مع جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، عبر مداخلات من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة.
وفي الجلسة الثانية، قُدّمت نماذج مبتكرة من الميدان، شملت تجربة اليابان في الحد من مخاطر الكوارث، وأولوية الصحة الإنجابية ضمن جدول أعمال المرأة والسلام والأمن من منظور صندوق الأمم المتحدة للسكان، إضافة إلى جلسة نقاشية حول واقع النساء والفتيات ذوات الإعاقة في الأزمات.
واستُكمل اليوم بثلاث جلسات حوارية تناولت:
· الالتزامات الإقليمية والدروس المستخلصة من السياقات الهشة.
· نماذج حكومية من السودان والعراق وفلسطين والصومال تُظهر كيف يتم دمج الصحة الإنجابية ضمن سياسات المرأة والسلام والأمن.
اليوم الثاني: مناقشات استراتيجية وتوصيات عملية
بدأ اليوم الثاني بعرض تجارب من الأردن ولبنان واليمن حول إدماج الصحة الإنجابية في سياسات المرأة والسلام والأمن، تلتها جلسة “أصوات من الخطوط الأمامية”، التي سلطت الضوء على تجارب ميدانية من جمعيات أعضاء في فلسطين، اليمن، ولبنان.
تضمنت الجلسات اللاحقة تشكيل فرق عمل ناقشت:
· صياغة توصيات عملية لدمج الصحة الجنسية والإنجابية ضمن أجندة المرأة والسلام والأمن.
· هيكل وأهداف المنصة الإقليمية المقترحة التي تهدف إلى التنسيق وتبادل الخبرات في هذا المجال.
واختُتم المؤتمر بجلسة ختامية شملت ملخصًا للتوصيات والخطوات القادمة، بالإضافة إلى كلمات ختامية من معهد العناية بصحة الأسرة والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة.