عروبة الإخباري –
في زمنٍ أصبح فيه الزيف يُباع على أنه تحقيق صحفي، ويتحوّل الادعاء إلى “سبق إعلامي”، خرج علينا موقعٌ مأجور يُدار من لندن بمحاولة رخيصة ومكشوفة للنيل من واحدة من أنبل صور العمل الإنساني في العالم العربي: الجهد الأردني المتواصل في دعم الأشقاء في غزة. هذه المنصة، التي نصّبت نفسها وصية على الحقائق، لم تجد وسيلة للظهور إلا بتلفيق الأكاذيب وتوزيع التهم الجاهزة، في مشهد لا يعكس إلا أزمة مهنية وأخلاقية تعصف بمن يقفون خلفها.
أن تطعن في شرف أمةٍ لا تزال تُرسل أبناءها ومواردها لنجدة المحاصرين، وأن تتهم الأردن – الذي لم يخذل غزة يومًا – بالتربح من الدم، فذلك سقوط مدوٍ في مستنقع الكذب، لا تليق به حتى صفة “الصحافة”. إن من يحاول ليّ عنق الحقائق بهذه الفجاجة، لا يبحث عن الحقيقة، بل عن مادة رخيصة تثير الجدل وتخدم أجندات لا علاقة لها لا بالإنسانية ولا بالواقع.
لقد أعربت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وهي الجهة التي حملت على عاتقها منذ أواخر عام 2023 مسؤولية إغاثة أهلنا في غزة، عن استغرابها ورفضها لما نشره موقع إلكتروني يُدار من لندن، تضمن أكاذيب وادعاءات عارية عن الصحة لا تمت للحقيقة أو المهنية بصلة.
فبدلًا من أن يسعى هذا الموقع إلى نقل الحقيقة بموضوعية، لجأ إلى إرسال أسئلة اتهامية وموجهة في نهاية دوام يوم الخميس، وطلب الرد خلال ثلاث ساعات فقط، في خطوة لا يمكن فهمها إلا كمحاولة مكشوفة لنشر المادة دون انتظار رد، لإيهام القارئ بـ”الحياد الزائف”، وهو ما يفضح القصد الحقيقي: تشويه الدور الأردني لا أكثر.
ومن المخجل أن يزعم هذا الموقع بأن الأردن يتربح من الكارثة الإنسانية، في حين أن المملكة تحملت وحدها كلف القوافل البرية، والإنزالات الجوية، والجسر الجوي، قبل أن تنضم دول ومنظمات دولية لاحقًا للمساهمة. لم يُقتطع قرش واحد من التبرعات، وكل الأموال والإمدادات وصلت مباشرة لأهل غزة، موثقة ومراقبة وفق أرقى المعايير الدولية.
تكاليف الإنزال الجوي وحدها كانت باهظة، وصلت إلى 450 ألف دولار للعملية الواحدة، والأردن أنجز 125 إنزالًا كاملاً على نفقته الخاصة. فهل من المنطق بعد كل هذا الجهد والتضحيات أن يُتهم بالتربح؟ هذا ليس فقط كذبًا، بل قلة احترام وإسفاف إعلامي.
أما القوافل البرية والجسر الجوي، فكلها موثقة بالكلفة والوصولات، وشاركت فيها عشرات الدول لاحقًا ضمن ترتيبات واضحة وشفافة، ولم يكن للأردن فيها إلا دور المساند، الداعم، والمبادر.
الأردن لم يكتفِ بإرسال المساعدات، بل أنشأ مستشفيات ميدانية ومخابز وعيادات في غزة والضفة الغربية، تكريسًا لدوره الإنساني والأخلاقي. فهل جزاء هذا الجهد يكون الطعن والتشكيك؟
الهيئة أعلنت بوضوح أنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق هذا الموقع، وهذا هو أقل ما يمكن فعله في وجه هذا التزييف المتعمد، الذي لا يخدم إلا من يريدون طمس الحقائق والنيل من النماذج المشرّفة في عالمنا العربي.
ختامًا، يبقى الموقف الأردني ثابتًا لا يتزعزع: دعم الأشقاء الفلسطينيين ليس مكرمة، بل التزام أخلاقي وتاريخي نابع من وجدان هذا الشعب وقيادته. أما الأصوات المشككة والمغرضة، فلن تغير من الحقيقة شيئًا، وسيبقى الأردن، رغم كيد الكائدين، حائط الصد الإنساني والأخلاقي الأول في وجه المأساة الفلسطينية.
2 تعليقات
رنا العبادي
مقال فيه من الكرامة بقدر ما فيه من الحقائق… الأردن أكبر من حملات التشويه.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الحياري
“هدى نفاع رفعت الراية باسم كل أردني غيور… شكراً على هذا الرد الواضح والشجاع.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليث العجارمة
“كلمة تحترم العقل وتدافع عن الحقيقة، كل الاحترام لمعالي النائب.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دانا الرواشدة
“هذا هو الصوت الذي نحتاجه في وجه الحملات المشبوهة… مقال يثلج الصدر.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يزن الزعبي
“كل الاحترام لكاتبة المقال، اللي وضعت النقاط على الحروف ورفعت رأس كل أردني.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هالة الخصاونة
“في زمن التزوير، صوتك كان الحق… شكراً للنائب هدى نفاع.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فارس المجالي
“رد أردني أصيل من قلب ينبض بالوفاء لفلسطين… مقالك فخر.”
نور الخوالدة
“مقال بمستوى الوطن… دقة، كرامة، وحقائق تخرس المشككين.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النشمي الحر
“هكذا يكون الدفاع عن الوطن… الكلمة أقوى من الافتراء.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحباشنة
“هدى نفاع قالت ما في قلب كل أردني… الأردن لا يُبتز ولا يُشوه.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقية الرقاد
“رد ناري ومتزن… شكراً على وقفة عز وكلمة حق.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علا المعايطة
“اللي صار تجاوز كل الخطوط… ومقالك كان الرد اللي بنستحقه.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رائد أبو زيد
“كل الاحترام، كلامك لامس وجداننا… الأردن دائماً مع الحق.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجنون بالاردن
“موقفك مشرف، وكتابتك دفاع راقٍ عن الأردن وأهله.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسل الكيلاني
“كلماتك كانت السيف على رقاب الكاذبين… شكراً من القلب.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سهى الزريقات
“قلمك كان بمثابة محامٍ عن شرف الوطن… فخر لكل أردني.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جواد الرواشدة
“ما كتبتِه يعكس موقف كل من يؤمن بأن الأردن لا يتاجر بالألم، بل يداوي الجراح.”
تم إغلاق التعليقات.