عروبة الإخباري –
في زمن تهاوت فيه القيم الإعلامية، وارتفع فيه صراخ الكذب على حساب صوت الحقيقة، يطفو على السطح موقع مغمور لا وظيفة له سوى تسويق الأوهام، ونفث سمومه ضد الأردن، مستندًا إلى خيال مريض وأجندة مأجورة. هذا الموقع، الذي باع قلمه للفتنة، لم يعد يمارس الإعلام بل الخيانة، بعدما تحول إلى بوق مدفوع الثمن لميليشيات طائفية ملطخة بدماء العرب، تنفذ أوامر أسيادها وتهاجم كل صوت حرّ شريف.
من خلف شاشات مظلمة، يخط هذا الموقع تقاريره المفبركة، يخيط الأكاذيب بخيوط الحقد، ويروّج لروايات مختلقة تُرضي عُتاة الفوضى ومرتزقة الخراب. لكنه ينسى، أو يتناسى، أن الأردن ليس ضعيف الذاكرة، ولا سهل الانكسار، وأن هذا البلد وقف دائمًا شوكة في حلق المتآمرين، لا يتزحزح ولا يخاف الحقيقة، لأنه وُلد منها.
لم يكتفِ هذا الموقع الكاذب بنشر الافتراءات على الأردن، بل مضى أبعد من ذلك، فراح يعيد تدوير أبواق الميليشيات التي خربت المدن العربية، وقتلت الأبرياء، وادّعت المقاومة وهي ترفع سلاحها في وجه العواصم العربية لا في وجه العدو الحقيقي. بكل وقاحة، يهاجم الأردن الذي احتضن الجرحى واللاجئين، بينما يُبرئ القَتَلة الذين دمروا بغداد وحلب وصنعاء وبيروت.
أي إعلام هذا الذي يقلب الحقائق، ويحوّل الضحية إلى جلاد؟ وأي ضمير صحفي يسمح بتحويل منبر إعلامي إلى واجهة ترويج لأجندات تقطر دماً؟ الأردن، الذي ظل حائط الصد العربي في وجه الفوضى والانهيار، يُهاجم اليوم لأنه لم يركع، لأنه لم يساوم، ولأنه قال لا حين سكت الجميع.
ليعلم هؤلاء أن الأردن ليس هدفًا سهلاً، وأن جيشه وشعبه ومؤسساته عصيّة على الفوضى، متماسكة أمام رياح التحريض، وأن كل سطر مفبرك تكتبونه سيزيدنا يقينًا بأنكم أنتم من يخشى الحقيقة، لأن الحقيقة عارية من أي سلاح سوى الشرف.