عروبة الإخباري –
في حضرة الكلمة، هناك من يكتب ليُقرأ، وهناك من يكتب ليُقاوم، وفي زحمة الأسماء التي تمرّ على الشاشات، تبقى بعض الوجوه محفورة في الذاكرة، لأنها لا تنقل الحدث فحسب، بل تعيشه وتكتبه بصدق التجربة وعمق الألم.
من بين هؤلاء، تلمع الإعلامية، ميساء عبد الخالق، لا كبطلة تبحث عن مجد، بل كصوتٍ نقيّ شقّ طريقه وسط الدخان ليصل إلى الناس، ليس لأنها صحفية في الخطوط الأمامية، بل هي ضميرٌ إعلامي يقظ، وقلبٌ نابض بالحقيقة، حملت رسالتها بأمانة، وواجهت الخطر لا بشجاعة استعراضية، بل بإيمان صلب بأن الحقيقة تستحق أن تُروى، مهما كان الثمن.
ففي تكريمها، من نقابة المحررين اللبنانيين، بحضور وزير الإعلام، ليس مجرد لحظة فخر، بل اعتراف علني بأن المهنية لا تموت، وأن الصحافة النزيهة ما زالت تنجب من يشبهونها.
الإعلامية، عبد الخالق، ليست غريبة على المنصات والفضائيات، فقد استُضيفت مرات عدّة بصفتها خبيرة وصوتًا موثوقًا في الميدان، رغم حضورها الإعلامي اللافت، بقيت وفيّة لجوهرها: الصحافة الميدانية، حيث لا مكياج ولا ديكور، بل عيون تترقّب، وقلوب تخفق، وأرواح تنتظر من يروي معاناتها بصدق.
هذا التكريم، بشهادة نعلّقها على صدورنا لا للبطولة، بل للصدق، هو تحية لكل من نقل الحقيقة وسط القصف، ولكل من استشهد وهو يحمل الكاميرا أو القلم، ولمن غاب جسدًا وبقي أثره شاهدًا.
ولميساء، التي لا تزال على العهد، نرفع التحية، لأنها اختارت أن تكون مرآة الواقع، لا ظلّ السلطة، وأن تصنع من الصوت الصادق درعًا يحمي كرامة الصحافة في هذا الزمن المتقلّب.