عروبة الإخباري – كتب طلال السكر –
في مدن تتآكلها العشوائية البصرية وتغيب عنها العناية بالهوية، يندر أن يظهر صوتٌ يحمل الجمال كمشروع، والفن كوسيلة بناء مجتمعي، و بين ركام الإهمال وتراجع الذوق العام، هناك من ترى أن للمدينة روحًا يجب إنقاذها، وأن الشوارع ليست مجرد ممرات، بل مساحات يمكن أن تحيا من جديد… بفرشاة، وبرؤية، وبإرادة لا تعرف المساومة.
من رحم هذا الإيمان تولد رؤية الدكتورة والفنانة التشكيلية، رويدا مصطفى الرافعي، ببلدية حديثة: مسؤولة، نابضة بالحياة، لا تكتفي بالخدمات الإدارية، بل تُعيد للمدينة وهجها من خلال تجميل المشهد العام، وصون الهوية الثقافية، وإبراز معالمها التراثية بروح فنية معاصرة. هي مقاربة مختلفة تمامًا، تجمع بين التخطيط المدني والذوق الفني، وبين البنية والروح.
وراء هذا المشروع تقف شخصية استثنائية تجمع بين العلم، والخبرة الميدانية، والشغف بالفن كقيمة مجتمعية. الأستاذةال جامعية، الحائزة على دكتوراه في الفن التشكيلي وعلوم الفنون البصرية، وماجستير متخصص في فن الجداريات، رويدا مصطفى الرافعي، وتُدرّس هذه المادة لطلاب التخرّج في الجامعة اللبنانية. لكنها، وقبل كل شيء، فنانة مؤمنة بأن **تراث المدينة لا يُحفظ بالكلام، بل بالفعل، وباللون، وبالرؤية.
رؤيتها ليست تنظيرًا أكاديميًا، بل خطة واقعية شاملة تتضمن:
إحياء الفضاء العام من خلال الجداريات والمجسّمات الفنية التي تزين الوسطيات والمستديرات بأسلوب يجمع الحداثة بالسياق التاريخي.
تحويل كل زاوية مهملة إلى مساحة نابضة بالحياة عبر إنشاء ساحات خضراء، وحدائق عامة مجهزة، وإضاءة معالم المدينة ليلاً بطريقة فنية تحترم روحها.
تأسيس مركز ثقافي بلدي يشكل منصة للفنانين ومرآة للهوية التراثية والمعاصرة.
إطلاق مشروع “ذاكرة المدينة”: أرشفة رقمية وقصصية ترصد ملامح المدينة من روايات الكبار وعدسات الشباب.
تنظيم مهرجانات سنوية تُعيد الحياة إلى الساحات التاريخية، مع الحفاظ على خصوصيتها وتجنّب استنزافها تجاريًا.
أما المبدأ الذي يحكم رؤية الدكتورة، رويدا، فهو واضح: العمل البلدي ليس وجاهة، بل مسؤولية. الكرسي ليس غاية، بل وسيلة لخدمة المدينة. والهدف ليس الظهور، بل أن تُصبح المدينة نفسها هي “النجمة”، هي الواجهة، وهي القصة التي تستحق أن تُروى.
إنه ترشح الدكتورة رويدا مصطفى الرافعي، يحمل مشروعًا حقيقيًا، يضع الفن في خدمة الناس، ويُعيد إلى المدينة جمالها المفقود دون أن يفقدها هويتها.